ونسي الهيلانيون في نشوة النصر أن يقربوا القرابين للآلهة التي نصرتهم وأيدتهم وأظفرتهم بأعدائهم؛ قبل أن يبحروا. . . فأثاروا غضب الأولمب. . . واستنزلوا لعنة السماء واستحقوا حنق حيرا ونبتيون ومينرفا. . . ونقمة زيوس!!
لقد ثارت ثائرة مينرفا. . . فانطلقت إلى أبيها وشكت إليه ما فرط هؤلاء الجاحدون في جنبها وجنب الآلهة. . . واتفق الجميع على أن يسخر نبتيون الجبار. . . إله البحر. . . أرياحه العاتية على أساطيلهم فتمزقها. . . وتضلها تضليلاً. . .
فما كادت الأساطيل تمخر عباب الماء. . وما كادت تبتعد عن شواطئ إليوم. . حتى بدأت العاصفة تدوّم. . وحتى أخذت الأمواج ترسل أعرافها حول السفائن، وحتى نثر الثبج حبابه فوقها. . . وحتى ارتعدت فرائص القوم. . . ونظر بعضهم إلى بعض. . . كأنهم في يوم حشر. . . ولا يتساءلون
ولقد صدقت كاسندرا!
فهاهي ذي الأساطيل الكثيفة تتمزق فوق سطح البحر. . . وهاهي ذي جواري منالايوس المنشئات تدفعها العاصفة في طريقها إلى. . . مصر. . . وهاهي ذي مراكب أجاممنون تتكسر على الصخور الناتئة في عرض اليم. . . وما كاد يصل هو إلى مملكته أرجوس حتى تقتله زوجه العاشقة. . . مؤثرة عليه أحضان عاشقها الأثيم إيجستوس. . . وهاهي ذي سفين أوليسيز تضل في البحر الشاسع، وتتكسر بما عليها من سلب،. . ويظل البطل المغوار في نقلة وترحل. . . عشر سنوات. . . وتظل زوجه بنلوب تنتظره. . . وعشاقها يقتتلون حول قصرها. . . وتليماك البائس ابنها ينتظر أوبة أبيه. . . حتى يعود بعد شدة وبعد لأي فيدمر العشاق الآثمين. . .
وهاك بيروس بن أخيل يعود ومعه أندروماك التي تظهر له الحب، عاملة بنصيحة هكيوبا لها. . . حتى تنشئ ابنها. . وكانت تعتزم مضايقة بيروس ومناوأته ليقتلها. . . . ولتستريح بالقتل من عذاب العيش بعد هكتور. . . .