للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تتبعه!! لقد قتلها كلب من شياطين الميرميدون. . .! ولما رجع إيناس ليبحث عنها لقيه طيفها الجميل. . . عند تمثال مينرفا. . . فخاطبه قائلاً. . . (هلم يا إيناس! غادر هذه الديار في الحال. . . واذهب إلى شطئان التيبر. فإن الآلهة قضت أن تبني بيديك. . . رومة أم القرى!!) وأبحر إيناس. . . وأبحرت فلول الطرواديين معه

وفي غبشة الصبح المضطرب، كان صوت الطبل الكبير يقصف كالرعد في خرائب طروادة. وكانت الجموع الحاشدة تهرول نحو الأسطول، وكان السبي الكثير عذارى من طروادة وسائر نسائها يهرولن هن الأخريات نحو البحر. . . فكنت ترى هكيوبا الملكة. . . واندروماك الحزينة التي اغتصبها بيروس لنفسه. . . وكاسندرا. . . تلك النبية التي أحبتها السماء. . . فأصبحت في جملة السبي من سريات أجاممنون وغانياته. . . وكنت ترى غيرهن يهرولن في الصباح الباكي إلى شاطئ الهلسبنت، ليركبن البحر فيغبن عن أرض الوطن إلى الأبد. . .

وكانت كاسندرا تنظر إلى المأساة وتبتسم. . .

وكانت أمها ترمقها بعينين دامعتين. . . وتسألها عن سبب ابتساماتها. . . فتفتر كاسندرا وتقول. . . (أماه ليس حظ هؤلاء الغزاة المنتصرين بخير من حظ أبطالنا. . . هأنذى أقرأ ألواح القضاء. . . انظري. . . هاهو ذا مصرع أجاممنون بيد زوجته كليتمنسترا العاشقة. . . إنها تفضل اليوم حضن عاشقها الآثم على جنة يكون فيها زوجها. . . إنها ستقتله، ستذبحه بيديها. . . حينما تطأ قدماه أرض الوطن. . .!

وانظري يا أماه. . . هاهو ذا أوليسيز تعصف به الريح. . . ويلعب به الموج. . . ويؤرجحه البحر المجي. . . عشر سنين يا أماه يقضيها ملك إيثاكا في تيه هذا الماء. . . والعشاق يتقاتلون من حول زوجته. . . وتليماك المسكين يضطرم غيرة ولا يستطيع أن يفعل شيئاً. . .

وانظري يا أماه. . . هاهو ذا منلايوس. . . بائس. . . كم أنت بائس يا منالايوس. . . لقد ظن المسكين أن هيلين نقية كما هي!. . . لقد نسي التاعس أنها تقلبت في أحضان أزواج غيره!. . . انظري إليه يقذفه البحر إلى شطئان مصر. . . وانظري إليه ذليلاً بين يدي هيلين يتوسل إليها وكان أحرى لو أنه قتلها. . . . . . . . .

<<  <  ج:
ص:  >  >>