للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وقد بلغ لامرتين بوضوح الأسلوب وصفائه وتوافق نظمه وإيقاعه (وهما خلتان لازمتان للكاتب) درجة لم يبلغها شاعر قط. وقد أبدع لامرتين (دون تكلف أو جهد أو صقل) في نظم أشعاره وترقيتها وتنغيمها. غير ان البساطة والسهولة اللتين نظم بهما أشعاره أساءتا إليه من حيث لا يدري، فقد جعلتاه عرضة للسهو واستعمال العبارات المبهمة الغامضة والقوافي النابية الركيكة وذلك نجده بوضوح حتى في القطع الجيدة القليلة من شعره.

مؤلفاته:

كتب لامرتين، غير أشعاره الغنائية التي أشهرها (التأملات الشعرية) و (التأملات الجديدة) أشعاراً اخرى قصصية وفلسفية نذكر منها (موت سقراط وجوسلان وسقوط ملاك). هذا إلى مجموعة من المذكرات والقصص مثل (رحلة في الشرق وروفائيل جرازيلا). وقد كتب أيضا في التاريخ (تاريخ الجيرونديين) ولم ينس في أخريات أيامه أن يكتب (دروسا عامة في الأدب).

والقطعة التي اعرض لترجمتها اليوم هي قطعة من مجموعة أشعاره التأملات الأولى. وقد كتبها في خريف عام ١٨١٩.

ولم تكن حالته الصحية وقتئذ على حال من الثبات والاستقرار. فقد كان نهبا لشتى الآلام والعلل. هذا إلى صدمة تلقاها من قبل اذ رفضت خطبته الآنسة ماريان اليسا بيرسن الإنجليزية التي أصبحت له فيما بعد زوجة. وهو يشير في الفقرة السابعة إلى هذا الأمل الضائع.

وقد أوحى بها إلى لامرتين نوبة حادة من الحزن والكمد وقد صار موضوعها من الموضوعات التي يتميز بها شعر جماعة (الرومانتكيين). فالخريف؛ صورة من الفناء والموت يحمل بين طياته الحسرة والندم على السعادة الذاهبة.

وقد كتب في هذا الموضوع نفر من الشعراء الإنجليز والفرنسيين الا ان لامرتين اسبغ عليه فيضا من التغييرات الدقيقة استخلصها من حس رقيق وخيال واسع وقريحة خصبة. قال:

١

سلام عليك أيتها الخمائل المكللة بفضلة من الخضرة! ويا أيتها الأوراق المصفرة المتناثرة

<<  <  ج:
ص:  >  >>