على العشب سلام عليك أيتها الأيام الأخيرة الجميلة! ان حداد الطبيعة يلتئم وألمي ويتفق ومشاربي.
٢
وها أنذا أسير في الطريق المنعزل حالماً مفكِّراً ويحلو لي ان أرى ثانية وللمرة الأخيرة الشمس الكاسفة وقد أخذ شعاعها الواهي الضئيل يكشف الطريق بعد لأي لقدمي وسط ظلمة الخمائل الحالكة.
٣
حقاً أني أجد في لحاظ الطبيعة المحجبة حين تقضي في أيام الخريف جاذبية وسحرا، انها وداع صديق، بل هي ابتسامة لشفتين سيلجمهما عما قريب الموت إلى الأبد.
٤
وها أنذا وقد شارفت أفق الحياة، ما زلت أتلفت وأنا ابكي أمل أيامي الطويلة المتلاشي، وانعم نظري في حزن وحسرة في محاسن الحياة التي لم أتمتع بها بعد.
٥
يا أيتها الغبراء، ويا شمس ويا وديان، ويا أيتها الطبيعة الجميلة الحلوة، إني مدين لكن بدمعة وأنا على حافة قبري! ما أعبق النسائم بالعطور! وما أنقى الضوء! وما أجمل الشمس في نظر المحتضر!
٦
كم أودُّ الآن أن استشف هذه الكأس وقد امتزج فيها الرحيق بالمرّْ. فلربما تبقى لي في هذه الكأس التي أتناول فيها الحياة، قطرة من الشهد.
٧
ولربما أخفى لي المستقبل أيضا في ثناياه أوبة لسعادة ضاع الأمل فيها! ولربما تفهم نفسي؛ من بين الصفوف، نفس أجهلها فتجيبني!. . .
٨
تسقط الزهرة تاركة عطرها للريح الدبور، وهذا وداعها للحياة وللشمس. وها أنذا أموت! وروحي حين تفيض تتصاعد كرجع صوت حزين شجي.