للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

من الروح كما قال برجسون. وقد احتقرت الوطنية والتجارب وفقدت الحرمة الناتجة من الصبر والسن واختلاط العبقرية المريضة بالعبقرية السليمة وهي وليدة القوة

ونقل أقوالاً لعظماء من علماء العصر الحاضر تأييداً لقضيته؛ ومنها أن نصف علم يحرزه المرء يتولد منه من الأوهام ما يكون أضر على صاحبه من الجهل، لأن صاحبه يكلب على العمل فلا يأتي بكبير أمر، وتزداد عاقبته الشؤمى بالضرورة لامتزاجها بالمصالح الشخصية والشهوات والأهواء الرائجة في سوء الجدال الاجتماعي، وما يتبعه من عبث العابثين بالسياسة المتجرين بها. وحمل على الاشتراكية التي تحارب المثمرين والمتمولين، وتحاول القضاء على الطبقات الاجتماعية، وعلى رؤوس الأموال، وعلى النفرة من الحرب؛ ونقل أن رؤوس الأموال إذا انعدمت تموت الاشتراكية، لأنها لا تجد ما تحاربه فلا يبقى لها ما تقسمه من المال بين الاشتراكيين؛ والاشتراكية تؤدي إلى (البلشفة) البشعة. ومن المتعذر قيام الدعوى الاشتراكية إذا فقد المال، ولا شيء يعمل بلا مال. وما البلشفة إلا وضع حياة البشر في يد عصابة تزعم إنها تمثل الدولة. ومعنى ذلك بسط السلطة العامة على الناس في كل أمر يصدر من مصادر خفية. وقال هذا جنون شرقي ينساب على التدريج في عقل الغرب.

وختم كتابه بفصل في انتشار العهر والأسباب الداعية إليه في الغرب. وقال في الخاتمة إن الفرنسيس ما خلا أربعة أو خمسة آلاف امرأة ومثلهن من الرجال يطمعون في إعطاء حق التصويت للنساء لا يهتمون بتة في منح الحقوق المزعومة للمرأة لإدخالها في الحياة السياسية. ويخشى إذا تمتع النساء بحقوق الرجال أن يقلبن أوضاع الأمة إلى التي لا تريدها، شأن كثير من المتغلبين على الحكم في الأمم يعملون ما تزين لهم أهواؤهم، ويملون إرادتهم على من يتعذر عليهم طاعتهم. وكان على هؤلاء الدعاة أن يبدءوا أولاً بإقناع ملايين من النساء لا يريحه رأيهن في الاشتراك في الحياة السياسية. هذا والأفكار تسير سيرها؛ ولعله يأتي اليوم الذي تستعد فيه المرأة الفرنسية للاشتراك مع الرجل في الحياة العامة حذو القذة بالقذة. ويقضي على القائمين بهذه الدعوى ريثما تتحقق أمنيتهم أن يبدءوا بإصلاح أخلاق المرأة الحاضرة وتهذيبها على أسلوب لا يقبل كل رأي يدلى به إليها، ويحررها على الأقل من سلطان أزيائها وتبرجها، وأن يجهد الحاكمون أن يسيروا هذه

<<  <  ج:
ص:  >  >>