المصريات. على أن هذه الصحف المصرية الكبرى لا تهتم لبلاد المغرب إلا قليلاً، ولا تتكلم عنها إلا كما تتكلم عن مجهل من المجاهل التي لم تطأها قدم إنسان، فمن خلط في أسماء المدن المشهورة بالمغرب وفي أسماء الأشخاص البارزين إلى حوادث تحوكها عن المغرب وتخبط فيها خبط عشواء.
ويقول الشبان المغاربة الذين يطلبون العلم في جامعات فرنسا إنهم تعرفوا إلى الطلبة السوريين فعرفوا فيهم العروبة والاعتزاز بها ووجدوا منهم إخوانهم وذوي قرباهم، وتعرفوا إلى الطلبة المصريين فعرفوا فيهم رقة الشمائل ودماثة الأخلاق وما شئت من لطف وأدب، وأنكروا منهم هذه (الفرعونية) الجافية التي تجعلنا وإياهم كما قال شاعر العروبة الأستاذ إبراهيم طوقان:
أحب مصر ولكن مصر راغبة ... عني فتعرض من حين إلى حين
أن تأريخ هذه البلاد حافل بالشواهد والبينات على أن المغرب يرتبط بمصر منذ العصر الحجري بكثير من روابط النسب والحضارة والدين
وإن الذي هو ما بيننا ... وما بين مصر لمحض النسب
رباط العروبة يجمعنا ... ويجمعنا ديننا والحسب
ولكن هل يمكن أن يبعث من جديد ما كان بين المغرب ومصر من الروابط وصلات القربى؟