إليكم لأنكم لم تروا أماكم تلك الفتاة المزهوة التي تكاد تجن من الفرح لهذا النصر المفاجئ الذي انتظرناه طويلاً. . . يا لكم أيها الرجال! وأنت أيها البشير! أترى إلى قرباني الجسد ذي الخوار الذي أعددته أُضحِية لما بشرتنا به؟. . . وسترى كيف ينتشر البخور من مجار المد ومخارق العنبر فيؤرج أجواء آرجوس تحية لملك. تعال. . . تعال أيها البشير فقص علىَّ كيف سقطت طروادة وكيف رغم أنف ملكها!. . . ولكن. . . لا. . . ليست لي فيك حاجة. . . اذهب. . . فلن أسمع قصة ذلك إلا من رجلي. . . أجاممنون. . . ملك أرجوليس ومعقد آمالها!. . . أي فخار للمرأة أكبر من أن تستقبل فيض النور السماوي يتنزل عليها من العلو. . . حين يعود إليها بعلها وعلى رأسه! كليل من غار النصر؟ وأي فخار للرجل أكبر من أن يعود من حلبة الحرب فيجد زوجه وفية له كما تركها مخلصة كآخر عهده بها!؟ حريصة على أسراره. . . قائمة على بيته. . . ساهرة على أبنائه ككلبه الأمين!! ما تزال تحمل ذكرى عناقه الأخير، وتشدو بآخر قبلاته كأحسن أغاريد الحياة!
(يا للفخر. . . يا للفخر. . .)
وتخرج الملكة. . . ولا ينطلي ما زخرفت من قول على أحد!
- (ها قد سمعت مقالة الملكة، فلتكن أذنك ترجمانك الأمين!. . . ولكن. . . حدثنا بأربابك عن أمير هذه البلاد المحبوب، جليل المقام منالايوس. . . هل قدم معكم في أمان إلى أرض الوطن!. . .
ويربد وجه البشير، ثم يمهد لحديثه بمقدمة مجلوة، ويذكر كيف ثارت العاصفة فبعثرت الأسطول المنتصر. . . (وفصلت سفائن منالايوس عن سائر الأسطول، فلا يعلم أحد أين رست به إن كانت قد سلمت من غضبة البحر الذي طفق يتدجى فوقنا كأنه الليل. . .
. . . ولم نصدق أننا نجونا من فورة هذا العباب حتى انبلج الصبح، فصلينا للآلهة، وشكرنا للسماء. . . وابتهلنا إلى الأولمب أن يحفظ منالايوس، وأن يرده سالماً إلى أرض الوطن. . .)
ويأخذ الخورس في نشيد بعضه شدو وبعضه شجو. . . وبعضه سخط على هيلين. . . التي فاز بها من فاز بالحرب. . . وتزوج بها من تزوج بالحرب. . . والتي كانت على جميع من اتصل بها حرباً أي حرب!)