هذا الجسد الطاهر ولكنك جدت بغدائرك الذهبية التي طالما قطعت إليها الأعين وخفقت لرؤيتها القلوب.
وهنا لم يتمالك صاحبي نفسه فأجهش كما يجهش الصبي وناولني قصاصة من الورق فقرأت فيها ما يلي:
وصلتني كلمتك الرقيقة يا صاحبي فضممتها إلى صدري وقبلت الخطاب من أجلك وذرفت الدمع سخينا شفقة عليك. سامحني واعف عني وسنتقابل في الحياة الاخرى حيث لا شقاء ولا عذاب وأرجو أن تستغفر لي الله في صلواتك، الوداع والشكر الجميل!
ولما تلوت تلك الورقة وجدته قد غلبه النوم وطول الجهد فأخذت رجليه برفق ومددتها على المقعد وعمدت إلى ملحفة فنشرتها عليه وخرجت على أطراف أصابعي وتركته لينام عله يجد في النوم بعض الراحة وسألت الله ان يشفق به في أحلامه وأن يهبه العزاء والسلوان.