على أن حافظا وقد فرض على أدب العصر سلطانه، وأجرى على لسان الدهر بيانه، وكتب في ثبت الخالدين أسمه لا يضره بعد ذلك نكران المنكر، ولا ينفعه عرفان العارف!
جاد الله بالرحمة ثراه، كلما تجددت في النفوس ذكراه، وجزى بالخير (أبولو) فقد كان عددها الخاص بالذكرى أخلص تحية صعدت إلى هذه النفس الكريمة، من هذه الدنيا اللئيمة!
تعليق على تعليق:
روى صاحب التعليقات في (البلاغ) أن أديبا مصريا علل شيوع الألفاظ (الجنسية) في أدب الدولة العباسية، بأن العربي لكثرة ما خالط الإبل والخيل والحمير فقد طبيعة الحياء، فأصبح يقول ما يشاء ويفعل ما يشاء! ولو صح هذا التعليل المضحك لكان الأدب الأموي أمعن في المجون والأدب الجاهلي أدخل في الإباحية لصلتهما الوثيقة بحياة البداوة، وهما على النقيض من ذلك أعف الآداب العالمية، وأكثرها استعمالا للأساليب الرمزية. ثم كان من رأي الأستاذ المعلق أن السبب في ذلك إنما يلتمس في طغيان الحضارة لأن الكتاب الإنجليز مثلا لا يتحرجون اليوم أن يذكروا ما كان يتحرج منه بشار وأبو نؤاس بالأمس. والواقع أن فحش المجون في الأدب العربي لم ينبت في أصله ولم يأته من أهله، فإن شعراء المجون لم يكونوا بديا من العرب، وإنما كانوا من الموالي الذين أساءوا خلق الأمراء بالعدوى. وأفسدوا أدب الشعراء بالقدوة، وأكثر الأشعار المجونية إنما كان ينشد في المجالس الخاصة، ويروى على الألسنة الخاصة ويدون في الكتب الخاصة. فلو كان أولئك الأدباء يكتبون للنشر ويؤلفون للجمهور كما نفعل اليوم لطووا في نفوسهم أكثر ما نشروا. ولا تجد اليوم أديبا من الأدباء، إلا وله مثل هذه الأشياء، ولكنه يقصره على خاصته فلا يعلنها في الناس ولا يدونها في الكتب.
كوبري الخديوي إسماعيل:
كذلك كتبت الحكومة بخط الثلث الجميل على مدخل الجسر الجديد بقصر النيل، فهيأت للعابر المفكر موضوعا للتفكير يقطع به طول الجسر في راحة ولذة:
بماذا نعلل بقايا الألفاظ التركية في دواوين الحكومة المصرية، ولم يعد لأمتنا بالتركِ صلة