للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بر العدوه، قال الشقندي: وهل منكم من يقول منادياً لنديمه، وقد باكر روضا بمحبوب وكأس، فألفاه قد غطى محاسنه ضباب فخاف أن يكسل نديمه عن الوصول إذا رأى ذلك وهو أبو الحسن بن بسام:

ألا بادر فلا ثان سوى ما ... عهدت الكأس والبدر والتمام

ولا تكسل برؤيته ضبابا ... تغص به الحديقة والمدام

فان الروض ملتثم إلى أن ... توافيه فينحط اللثام

وجاء في نفح الطيب ما نصه: (وقال أبو الحسن علي بن بسام صاحب الذخيرة، وشهرته تُغني عن ذكره، ونظمه دون نثره يخاطب أبا بكر بن عبد العزيز

أبا بكر المجتَبىَ للأدب ... رفيع العماد قريع الحسب

أيلحن فيك الزمان الخؤون ... وُيعرب عنك لسان العرب

وان لم يكن أفقنا واحدا ... فينظمنا شمل الأدب

أَصَدَّقْتَ أن منظومه دون منثوره! أذن لا تتوقع من ابن بسام الأديب الكاتب شعراً من النسق الأعلى، وهكذا شأن أكثر الكتاب كما نبهنا في كلامنا عن الفتح بن خاقان؛ وكذلك ترى أكثر الشعراء الفحول لا يجيدون المنثور وأظنك لا تجهل ما أورده العلامة ابن خلدون في مقدمته شرحاً لهذه الظاهرة: ويبدو لنا أن لابن بسام شعراً كثيراً في أكثر أبواب الشعر لم يتيسر لنا الوقوف عليه، يدل على ذلك تلك الأبيات التي يقولها الشاعر الوشاح الأندلسي أبو بكر بن عبادة القزَّاز في ابن بسام وهي:

يا منيفا على السماكين سامى ... حزت خصل السباق عن بسام

أن تحك مدحة فأنت زهير ... أو تشيب فعروة بن حزان

أو تباكر صيد المها فابن حجر ... أو تبكي الديار فابن خذام

أو نذم الزمان وهو حقيق ... فأبو الطيب البعيد المرامي

وعلى هذا فلنضرب عن ابن بسام الشاعر، ولنعرض لابن بسام الكاتب ولأثره الفذ الخالد كتاب الذخيرة. . .

نقول أن ابن بسام يمتاز من الفتح بأشياء: أهمها أنك لا ترى في أسلوبه ذلك التقعّر وتلك الطنطنة التي تراها في أسلوب الفتح، وإنما ترى أسلوبا هادئ متزنا رصينا جميلا،:. وانك

<<  <  ج:
ص:  >  >>