للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تَعصِفُ الصَّرصُر العتيَّةُ بالغَا ... ب فَيهوِى الدَّوحُ الأغَنُّ الشجَّيرُ

وَتضيعُ الألحان في هبَّة الَوي ... لِ وَيرغو الأذى وَتَطغَى الشرورُ

ليسَ َيقرِى الأسماع إلا عويل ... وصراخٌ وأنة وَزفيرُ

تَمَّحى فرحةُ الطبيعةِ في الأر ... ضِ وَيُطوَى حُلْمُ الحياة النظيرُ

وَتُعَفى أرائَكُ الحبَّ وَالِعط ... رِ وَيَبلى الروْضُ الندِىُّ الخضيرُ

تطفحُ السُحبُ في عَناَنِ السموا ... تِ وَيخبو منها السراجُ المنيرُ

وَيَعجُّ الفضاء بالزبَّد المن ... دوفِ والأُفقُ كالخِظمَّ يفورُ

وَتغيبُ الأنوارُ إلاَّ شُعاعاً ... يختفي تارةً وأُخرى يَنُور

تَتعزَّى بهِ النفوسُ الوجيعا ... تُ وَيحيا بدِفئهِ المقرورُ

أيَظلُّ الصَّرَّارُ يَرتَعُ في الحق ... لِ وَينأى عن عُشِّه العصفورُ

تِلكَ أُحجَّيةُ الوجودِ تَناَهى ال ... فهمُ عنْها وَاستغلقَ التفسيرُ

يا حبيبي أراكَ من حُجُب الغي ... بِ فيزهُو الكونُ السليبُ الحسيرُ

وَيغوصُ الظلامُ في نهرِ الفج ... رِ وَيبهى الصبحُ الأنيقُ الطَّريرُ

يُنشدُ السفحُ وَالتلالُ تُغني ... حيثٌ لا مطربٌ وَلا مزمور

تُمرعُ الأرضُ بالنباتِ وَتهت ... زُّ منَ الدفءِ وَالحياةِ الجذور

وَتذوبُ الأنداءُ في اكؤسِ الزه ... رِ وَيُحيى الثرى وَالشرابُ الطهور

وَيطيبُ الهوى وَيحلو التَّساقي ... وَمنَ الحبِ روضةٌ وَغدير

أيها الهاجري أطلت التنائِي ... وَتعايا من صدِّكَ المهجور

سِهدَت مُقلتي وَناَجاك قلبي ... وَهفا خاطري وَحن الضمير

عشتُ من طولِ حسرتي بالتمنَّي ... وَقليلٌ من التمني الكثير

تتراءى لناظِري فأنادي ... كَ كأني مُخَبّل ممرور

أنتَ ريحانتي وأنتَ أحادي ... ثي وأنت المُنى وأنت السمير

يا نصيري إذا أظلَّني اله ... مُّ ألوى بي الشقاءُ المرير

طُف بُروحي كما تطوفُ الشُّعاعا ... تُ وَيسري ضياؤُّها وَينير

ودعِ الحبَ يزدهر في خيالي ... وَتهدهد به العصورَ العصور

<<  <  ج:
ص:  >  >>