للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

- (وهل في وسعك أن تضعي حداً لمغامراته؟)

- (لقد وعدته. . . ولكنه خان ميثاقي!. . . أواه! وا أسفاه! تعالي! لقد ثارت الزوبعة من جديد! لا أطيق أن أكتم الحقيقة! انظروا يا رفاق! أول الشجو! ما هذه السمادير التي تغشى سماءكم؟ يا لأفلاذ الأكباد! يا للصغار! إنهم يذبحون بنفس الأيدي التي كان أجدر لو ترفقت بهم وحنت عليهم!. . . يا للهول!. . . أبوهم يمد يده البريئة فيأكل شرائح مشوية من أكبادهم وضلوعهم!. . . إن لهذا قد دبر انتقام دموي هائل. . . وهاهو ذا الأسد! الأسد الجبان النذل، الذي تقلب في سرير صاحب الجلالة - بحر اللذة والدنس!. . . إذ صاحبه نازح يغزو!. . . لا ضير أن يكون أحد أسيراً مرة، ولكن هذا الفاتح العظيم! غازي طروادة! سيد الأسطول اللجب! إنه لا يدري السر الهائل الذي تقبره زوجته. . . السفاحة. . . التي تتحوى كالأفعى، وتهسهِس في الظلام المنتشر حول نفسها، وتوسوس إلى شركائها بأفسق الجرائم. . . لقد فاقت في الحب كل مثل فما أدرى بم أشبهها؟ آه! إنها أشنع من سكيلا (هذه الهولة الرائعة، ذات الرؤوس الستة التي تنفث السم، وتغتال رواد البحار!. . .) الآن! الآن ينفذ سهم القضاء عن قوس غدرها. . . والآن! ستعترفون أنني ما ألغزت، وما قلت غير الحق!. . .

- (الحق كل الحق يا فتاة. . . لقد رويت ما كان من وليمة ذيسيس، وما تم فيها من نهشه لحم أطفاله وهو لا يدري. . . يا للهول. . . ما نزال نقشعر كلما روعنا رجع تلك الذكريات. . .)

- (إذن سيموت مولاكم أجاممنون. . . وسترون بأعينكم!)

- (يا شقية! لا تهرفي بهذا الهراء!)

- (ولن أدعو أرباب الخلاص هذه المرة!)

- (وهل خلاص من الموت؟ ولكن عسى ألا يكون قريباً!)

- (أنتم ترجون، بينا غيركم يذبحون. . . أو يكادون!)

- (وأيما إنسان يا ترى يضطلع بهذا النكر؟)

- (أيما إنسان! إن السهم المراش يطوي ما بين المشرقين؟)

- (أجل، ونحن لا نستطيع أن نحدس من يجرؤ على هذه الفعلة!)

<<  <  ج:
ص:  >  >>