رجاله ليعملوا بدلاً من المضربين، وأنظر الحكومة ثمانية أيام على البغي الشيوعي، وإلا فهو حال محلها؛ وختم نداءه بصيحة داوية:(يا رجال الفاشست. . . إن إيطاليا لنا)
وفي ثمانية أيام عاد دولاب الأعمال إلى الانتظام، فكتب موسوليني إلى رئيس الحكومة يقول:(إن الأمة تعبت من هؤلاء الحكام الذين يترددون بين الدناءة والإهمال) فأجابه بدعوته إلى الاضطلاع معه بأعباء الحكم، فرفض إلا أن يعطى هو الوزارات الهامة؛ وختم رفضه قائلاً:(إن لديه من القوة ما يكفي لينال دست الأحكام) وأعلن الزحف على روما. . . وزحف الفتيان على روما فعلاً؛ وطلب الوزير من الملك أن يعلن حالة الحصار، فرفض جلالته، لأنه كان يعلم ما هي الفاشزم، ولأنه عهد بالوزارة في الغد إلى موسوليني
كان بعد ذلك ما كان مما يعلمه الكافة من بعث إيطاليا كرةً أخرى لتضارع أكبر دولات التاريخ. وبعد ثلاثة عشر عاما من جهود فرق البشر في كل مرافق الدولة، غدت إيطاليا أمة تعرف الدنيا كلها مقدارها
ويختتم المؤلف بتحية الدكتاتور البارع داعياً له الله أن يقيه رد الفعل الذي يصيب الكثيرين من رجال الثورات. ثم يقول ناصحاً أمته على عادته في ختام حديث كل جبار - (فليحذر المقلدون من الفرنسيين، ولا يحسبوا أن هذه الأساليب مأمونة عواقبها في فرنسا؛ والإنتاج الطائفي الذي يقوم عليه نظام موسوليني لا يمكن أن يطيقه فرنسي واحد؛ وقبل أن ننسخ صورة طبق الأصل يجب أن نفهم ماذا ننسخ)
وهذه شبه جزيرة الأندلس: نشأت فيها دكتاتورية مخفقة على يد بريمو ديريفرا في أسبانيا، لأنها لم تخلق غذاء للرأي العام، ولأن رجلها لم تكن له فكرة محدودة يتبعها، كما نشأت فيها دكتاتورية من أبدع الدكتاتوريات في البرتغال على يد الأستاذ سالازار. . . ترك الأستاذ سالازار كرسيه في الجامعة بعد أن هتف به الرأي العام لإنقاذ الجمهورية إثر رفض شروط القرض التي شرطتها عليها عصبة الأمم، فوضع الأستاذ شروطه قال:(. . . وليمنحني الشعب ثقة ليس لها حدود، وله ألا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها، ولكن عليه الطاعة عندما آمر. . .) وهنا يُعنى المؤلف بإظهار مدى تأثير ثقافة المؤلفين الفرنسيين في الساسة المعاصرين، فينوه بآثار صديقه (شارل موراس) الذي اتهم بتدبير الاعتداء على (ليون بلوم) في جنازة المؤلف!! ثم يشرح المؤلف طريقة سالازار وهي: الدولة أولاً