والديموقراطية ثانيا، ويختتم كلامه بقوله:(يقولون عن جمهوريتنا إنها جمهورية الأساتذة. . . والحق إن البرتغال هي بلا مراء جمهورية الأساتذة) فأن نظام سالازار ما يزال يؤتي ثمراته البديعة منذ عشر سنوات
وهذا آخر رجال الحكم المطلق (أدولف هتلر) يتصدى له المؤلف في ريبة الخصم، ولكن في نزاهة الباحث، فهو خطيب خارق للعادة، وداعية في الهواء الطلق، نشأ بناء، ثم حارب في الحرب الكبرى، ولما حاول الانقلاب مع لودندورف سجن شهوراً كتب فيها كتابه (كفاحي) فغدا الكتاب إنجيلا للألمان، ولو أنه كأثر من آثار الفكر لا يساوي حبة من خردلة، ففيه كلام فارغ عن اليهودية والآرية، وفيه كلام عن استرداد النمسا - من النمسا! والأزاس واللورين من الخصم الخالد. . . فرنسا، والتيرول من إيطاليا؛ وفيه كلام عن الحركة الاشتراكية
وفي سنة ٩٣٢ كانت هذه الأمة التي تخلبها التشكيلات العسكرية قد انخرطت أغلبيتها في سلك (فرق الهجوم) و (أصحاب القمص السمراء) فكان هتلر يسيطر على مصائر ألمانيا، وفي ٣٠ يناير سنة ٩٣٣ دعاه هندنبورج للوزارة فلبث غير قليل ليعمد إلى (شليشر وزوجته) فيقتلهما، وليطهر الحزب من (روهم) على طريقة (الجانجستر) في شيكاغو؛ وأخذ هتلر وجيبلز يغنيان الأناشيد للشعب الألماني. وكلما خطبوا صدحت الموسيقى فانتشى الشعب من الموسيقى ومن الأغاريد وسار وراء فرسانه
وبدأت محاولة التعقيم، وحرب الكنيسة، وتشريد اليهود في ألوان قاتمة من التعذيب، وبدأت وسائل الجهاد الداخلي والنشاط القومي توجهها كفايات ممتازة. . . أما عن الخطة الاجتماعية فأن الشك يساور الأنفس، فهناك ملايين من العاطلين محشودة في (معسكرات العمل) لن تُوَجه في الغد إلا إلى الميدان. .!
أما هتلر فما يزال في طريقه
فلتصح فرنسا
وبعد (فالدكتاتورية نظام ككل النظم) ولقد تكون خير شرعة شرعت للناس، إذا دعت إليها ظروف الساعة؛ وقد لا تكون إذا لم تدع إليها الظروف. . . وإذا كانت العمليات الجراحية بغيضة إلى نفوسنا، فلنعمل على ألا تكون فينا جراح، لأننا لن نستطيع عند وجودها أن