ويذكر المنشدات - عذارى طروادة التاعسات - أوطانهن، وما حاق بإليوم وبريام من دماء وتقتيل. فيتغنين آلامهن، ويرجعن ذكرياتهن، ويهتفن بعروس الهلسبنت، ويناجين العظام النخرة التي نامت إلى الأبد تحت أسوارها. . .
ثم. . . . . . .
ثم ينزاح ستر صفيق عن أورست. . . بين الجثتين الجبارتين جثة أمه الفاسقة كما دعاها. . . وجثة إبجستوس المتهتك، الذي لم يطهر ثأره بالحفاظ والنقاء. . . بل لطخه بفضائح الدعارة وحياة الهوى التي عاقر خمرها مع كليتمنسترا
- (اشهدن يا عذارى! هاهما قاتلا أبي، وهادما مجد الوطن! لقد استويا بالأمس على عرش آجوس فلطخاه بالإثم، وهما اليوم مجندلان فوق ثرى واحد. . . وبيد واحدة. . . وهو من البر بالأقسام! أجل! لقد برا بيمينهما. . . أليس أحدهما قد أخذ الموثق على صاحبه أن يقتلا مولى هذا القصر. . . وأن يقتسما النتيجة؟ إذن: لقد برت بيمينها. . . ولقد حاق بهما المكر السيئ، وعلقا في الشرك الهائل الذي حاكاه أولاً. . . فمدت لهما فيه السنون والأيام!. . . ولكن. . .! وا أسفاه! لقد جشمتني المقادير مهمة ملعونة. . .! وكيف؟ أنا. . . . أورست المسكين قاتل أمه! يا للشقاء!. . . أبوللو. . . أبوللو. . . كن شاهدي يا سيد الشمس!. . . لقد أمرتني. . . وأوحيت إلي أن اقتل أمك واحمل بعدها غصن الزيتون!. . . فلو لم أفعل لكان شقائي أدهى وأنكى! وكيف أطيق صبراً على قاتليْ والدي؟! وأنا ابنه الوحيد. . . والسماء تطلب دمه من رجولتي!
وأنتن يا طرواديات! تكلمن بحق السماء! أترين إليّ مذنباً ينقض ظهره الإثم. . . أم بريئاً امتشقت العدالة سيفها بيمينه. . .! أيها الأصدقاء! لقد قضت السماء أن أقتل أمي. . .! أمي التي ظلت حياتها سلسلة من المخازي ومستنقعاً من الفضائح. . . حياتها التي كانت تحديّا يا للسماء. . . لقد أقدمت وفوبوس يحدوني. . . لم يكن لي رائد سواه. . . ولا كنف إلا كنفه. . . . . . هلم يا شعب الأرجيف المجيد. . . كن شاهدي ومؤيدي. . . وأنت يا عمي منالايوس. . . ستأتي. . . ستعود إلى الوطن يوماً وتقر ما أقدمت عليه بوحي السماء!. . .