الحيف؛ فأما اليابان فقد انقضت على بعض أقاليم الصين؛ وتحاول إيطاليا أن تفتتح الحبشة؛ وربما أقدمت ألمانيا في فرصة قريبة على محاولة نيل الترضية اللازمة، وربما كان ذلك على حساب روسيا أو أوربا الوسطى
وقد شهدت السياسة الدولية تطوراً عظيما في المبادئ، وذلك بتطبيق مبادئ وإجراءات إجماعية (أخلاقية)؛ ولكنا إذا أردنا السلام وجب أن نشتد في تطبيق هذه المبادئ الإجماعية إلى حدود أخرى؛ وإذا كانت إيطاليا تتبع سياسة غاشمة فذلك لما حاق بها من الظلم؛ وليس ثمة وسيلة واحدة لدفع هذا الحيف عن الدول غير الراضية سوى معاملتها ومعاملة دول أوربا الوسطى بعدالة
ويرى الكاتب أن الحرب والسلام بيد الدول نفسها، فإذا أصرت الدول الراضية على التمسك باحتكارها الاقتصادي الذي كسبته بوسائل غير عادلة، وإذا حاولت أن تتسلح حتى الذروة لتحتفظ به، فإن الحرب واقعة لا محالة
وأما إذا اعتزمت الدول الراضية أن تسير طبقاً لمبادئ الأخلاق، وهي في نفس الوقت مبادئ حسن التصرف، فان السلام يغدو محققاً مكفولا
الحياة المصرية المعاصرة
ظهر أخيراً في إنكلترا كتاب عن الحياة المصرية منذ أواخر القرن الماضي حتى يومنا، عنوانه (حياة في مصر) بقلم سيدة إنكليزية، أنفقت طول حياتها في هذه البلاد هي السيدة مابل جايارد. ويتناول هذا الكتاب وصف الحياة المصرية منذ أواخر عهد إسماعيل حتى سنة ١٩٣٥؛ أعني خلال ستين عاما. وكان والد السيدة مابل موظفاً في الحكومة المصرية منذ أوائل عهد الاحتلال؛ وكانت مس مابل يومئذ فتاة ناشئة، فقطعت حياتها الحافلة في هذه البلاد، بين الإسكندرية ومصر، وشهدت تطورات الحياة المصرية في هذه الحقبة، واتصلت بكثير من الشخصيات البارزة في هذا العهد، ووقفت على كثير من الشؤون والمعلومات العامة والخاصة. وتقدم المس مابل في كتابها عن مصر صوراً ساحرة لهذا العهد الذي كانت الحياة فيه ما تزال ناعمة هينة؛ وتصف لنا مدينة القاهرة والمجتمع القاهري في أواخر القرن الماضي، حين كانت لا تزال في طور نشوئها العظيم؛ وكانت لا تزال مدينة شرقية تحتفظ بكامل جمالها وسحرها الشرقي الذي مازال يملأ مخيلة الكتاب والسائحين؛