وتصف لنا الإسكندرية في أوائل عهد الاحتلال وتروي لنا كيف كانت الحياة فيها أحياناً صعبة غير أمينة، وكيف كانت محط المغامرات والمفاجآت المكدرة
وتقدم لنا المس مابل صوراً ممتعة عن البلاط الخديوي في هذه الحقبة، وعن الخديويين وعن أكابر سيدات الحرم الخديوي الذي اتصلت به المؤلفة وعرفت كثيراً من رسومه ومظاهر الحياة فيه؛ وتصف لنا الإسكندرية والقاهرة أيام الحرب الكبرى، وكيف تحولت العاصمتان الكبيرتان إلى شبه محطة عسكرية هائلة، ثم تصف لنا ما طرأ على الحية المصرية بعد الحرب الكبرى إلى يومنا
وكتاب المس مابل طريف تجدر قراءته في هذه البلاد، وإن لم يكن يخلو من بعض نواحي التحيز والتحامل التي قلما تخلو منها كتب الأجانب، وبخاصة الإنكليز، عن مصر
الفوكلور المراكشي
تعتبر اليوم دراسة المعتقدات والعادات والتقاليد الشعبية من الدراسات الأثرية المفيدة في تاريخ الشعوب وتاريخ الحضارة؛ وقد اتسعت هذه الدراسة وتقدمت في عصرنا حتى أضحت تكون فرعاً خاصاً يطلق عليه (الفوكلور) أو دراسة المعتقدات الشعبية. ومن المؤلفات التي ظهرت أخيراً في هذا الموضع كتاب للدكتورة فرانسواز ليجي عن (الفوكلور المراكشي) وقد عاشت الدكتوره ليجي في مراكش أعواماً طويلة، ودرست المجتمع المراكشي دراسة مستفيضة، ووقفت على معتقداته وتقاليده القديمة التي لم تنجح المدنية الفرنسية المفروضة في إزالة معالمها؛ وتناولت المؤلفة معتقدات الشعب المراكيشي الدينية، وعاداته الاجتماعية، وما تداولته الأجيال منذ العصور الغابرة في شأن الخليقة وآدم والبر والبحر والحيوان والنبات والطير، من الأساطير والأمثال السائرة؛ وتسوق لنا المؤلفة أمثلة طريفة من هذه المعتقدات في شأن بعض الأشجار والأزهار فتقول:(إنهم يعتقدون أن بعض النباتات ليست من خلق الله ولكنها من خلق الشيطان، وهذا شأن التبغ مثلاً؛ وأما شجرة الكرم وشجرة التين فقد حملهما آدم من الجنة؛ وقد نبتت الورود وزهر البرتقال من دموع النبي، ونبتت شجرة الرمان من الأزهار التي نثرتها فاطمة الزهراء ابنة النبي حينما علمت بموت ولديها الحسن والحسين)، ويعتقدون أيضاً أن بعض الحيوانات كانت بشراً ومسخت، عقاباً لها على سيئاتها