المثبتة في النسخ الموجودة في دار الكتب، فإذا أردت أن تجمع أطراف خطبة الذخيرة فهذا الذي أوردناه هنا هو الشطر الأول منها، لا ما هو مذكور في النسخ التي بين أيدينا حتى إذا وصلت إلى هذا الموضع وهو: - وإنما ذكرت هؤلاء ائتساء بأبي منصور في تأليفه المشهور المترجم بيتيمة الدهر في محاسن أهل العصر - وهذا هو ما أراده المقري واقتصر عليه - فارجع إلى هذا الموضع في خطبة الذخيرة الملفقة وامض منه إلى نهايتها وبذلك تجتمع لك الخطبة وتكمل، وهي خطبة على طولها بارعة جميلة، فارجع إليها في الذخيرة إن شئت؛ وما حفزنا إلى القول عليها وإيراد ما أوردناه منها إلا هذا التخليط الذي اعتور النسخ بأيدينا. . .
هذا وقد كسر ابن بسام الكتاب على أربعة أقسام: القسم الأول لأهل حضرة قرطبة وما يصاقبها من موسطة بلاد الأندلس، وهذا يشتمل من الأخبار وأسماء الرؤساء وأعيان الكتاب والشعراء على جماعة. . . الخ الخ، والقسم الثاني لأهل الجانب الغربي من الأندلس وذكر حضرة أشبيلية وما اتصل بها من بلاد ساحل البحر المحيط الرومي وفيه من الأخبار وأسماء الرؤساء وأعيان الكتاب جملة موفورة. . . الخ الخ، والقسم الثالث ذكر فيه أهل الجانب الشرقي من الأندلس ومن نجم من كواكب العصر في أفق ذلك الثغر الأعلى إلى منتهى كلمة الإسلام هنالك. . . الخ الخ، والقسم الرابع لمن طرأ على هذه الجزيرة من أديب شاعر وكاتب ماهر ووصل بهم ذكر طائفة من مشهوري المشارقة ممن نجم في عصره. . . الخ الخ
(وبعد) فأنا نضرع إلى الله سبحانه أن يوفق جماعة المستشرقين الذين أزمعوا طبع هذا الأثر النفيس حتى يخرجوه سليما معافى بارئاً مما ألمّ به من التحريف الذي شوه محاسنه، وكاد يطمس معالمه إنه سميع الدعاء