لأنه هو الذي أمره بإنفاذ هذه الجريمة. . . ومن هنا تبدأ الدرامة الثالثة)
- ١ -
المنظر:(في الأديتون - صومعة أبوللو - في دلفى)
نحن في الأديتون. . . في مثوى أبوللو الخاص؛. . وقد قامت بيثونة الإله الكبير، سيد الشمس، ورب القوس، وصاحب السهام الذهبية. . . تصلي للأرض المباركة، ولا بنتها ذيميس، ولإحدى بنات النيتان. . . فوبيه. . . التي تشبه باسمها فوبوس. . . الذي هو أبوللو. . .
والبيثونة، كاهنة أبوللو، ذات لسان رطب، وهي لا تكل من أن تستطيل صلاتها، فتذكر مينرفا وما روى الناس من أساطير عن مينرفا. . . و. . . تنتهي بعد لأي صلواتها. . .
وندخل معها إلى مثوى أبوللو؛ ولكنا نخرج مذعورين وجلين، كما تخرج هي وجلة مذعورة. . . لأننا نرى أورست المسكين راكعاً بين يدي تمثال الإله يبكي. . . ويصلي. . . ويضرع إلى أبوللو أن يحميه من ربات العذاب. . . الزبانيات الضاريات. . . اللائى رحن يطاردنه في كل حدب، ويأخذن عليه سبيله في كل صوب. . . وبودّهن لو تمكنّ منه فهرأن لحمه، وحطمن عظامه، ثم دفعنه في حميم فليجتون، بما قتل أمه وأغضب الآلهة
وتذعر البيثونة لأنها ترى إلى إحدى يدي أورست ملطخة بالدم الذي سفحه، وترى إلى يده الأخرى تحمل غصناً غضاً نضيرا. . . هو غصن الزيتون؟! وكيف يجتمع الدم المسفوك، وغصن الزيتون؟
مسكين أورست! لقد ركع بين يدي التمثال يصلي ويبكي، ومن حوله الزبانيات الضواري يتربصن به. . . هؤلاء الجرجون السفاحات. . . اللائى تتحوى الأفاعي في رؤوسهن، ويغلي السم في أنيابهن، ويضطرب الموت الأسود في أظفارهن!!
ويسقط في يد البيثونة، ولكنها تدعو لمولاها أبوللو أن يحمي بيته من هؤلاء المتمردات
- ٢ -
وينفتح باب الصومعة على مصراعيه، فنرى أبوللو نفسه، ونرى أورست المعذب ما يبرح يبكي ويصلي، ونرى إلى الجرجون من حوله يكدن يبطشن به، ولكن أبوللو يكلمه ويحتفي