- (ليفرخ روعك يا أورست فأنا ربك وحارسك وسأظل آخر الدهر معك. . . قريباً منك أو بعيداً عنك. . . تراني أو لا تراني. . . دائماً معك. . . دائما. . . وسأكون أعدى أعداء من عداك. . . حتى ولو كان من أعدائك هؤلاء الجرجون آلائي ترى. . . فأنه لن يصل إليك منهن ضر، ولن يصيبك منهن أذى. . . فإني قد ألقيت عليهن غفوة، وأسكرت مقلهن بخمرة الكرى، فهن في سبات عميق حتى تكون بنجوة منهن. . . الشريرات عدوات الآلهة والناس أجمعين. . .)
ويهدأ أورست قليلا، لأنه ينظر فيرى إلى الجرجون ساكنات نائمات كما أخبر الإله، ويصل أبوللو حديثه فيقول:(. . . وليس عليك إلا أن تنطلق من فورك هذا فلا تلوي على شيء حتى تكون في معبد مينرفا فاسجد تحت قدميها سجدة تستجمع فيها نفسك وقلبك وآلامك. ثم تبثها شكواك وتتوسل إليها أن تأذن فتحكم بينك وبين الزبانيات، ربات الذعر، هذه الجرجون؛ ولا تخش عقدة في لسانك فسأكون إلى جانبك، وسأنافح عنك وأشد أزرك، ولن يؤودني أن أضع عنك هذا الوزر الذي يثقلك، مادمت أنا الذي أمرتك أن تقتل أمك الفاسقة. . . وستنطلق الجرجون في إثرك، فإذا أدركنك فلا يروعنك أن يأخذنك فيلببْنك تلبيبا، ثم لا يروعنك أن يتواثبن بك فوق الآكام ويسحبنك فوق النؤى ويطوحن بك فوق البحر اللجي. . . فانك واصل بأذني، وعلى عيني إلى حيث ألقاك في معبد مينرفا)
فيكفكف أورست عبرته ويقول:(تباركت يا سيد الشمس وتقدست أسماؤك، ولا غفلت عينك الساهرة عن عبدك المنيب. . . ولا زلت تدركني برحمتك يا أرحم الراحمين!)
فيجيبه أبوللو:(ولا زلت أوصيك بالتجمل والصبر، فلا تقذف بالروع في قلبك، ولا تدع للذعر إلى روحك سبيلا، وسأوصي بك أخي هرمز، حامل الأرواح إلى ظلال هيدز، يمهد لك، ويوطئ سبيلك حتى تكون في مُتوجَّهك)
ثم يرف أبوللو فيكون في السماء. . . ويخرج أورست
- ٣ -
وتنعقد سحابة في جو الصومعة، ثم تنكشف عن شبحٍ قاتم سادر، هو شبح كليتمنسترا. وكأن نوم الجرجون يشدهه فيقول: