قال:(هاته مادامت أوعزت إليك ذلك. فلن تعوزنا الوسيلة في إنفاقه إنفاقاً جميلا)
فقدمت إليهما الدراهم وصافحتهما وانصرفت
وجاءني شوكه في غد اليوم، وابتدرني قائلا:(هذه المرأة تركت عربتها، ماذا فعلت بها؟). قلت:
- لاشيء، خذها إذا أردت. قال:
- إنها تنفعني؛ سأجعل منها كوخاً لحديقتي
وهم بالانصراف فناديته قائلا:(إنها تركت أيضاً فرسها وكلبيها، ألا تريدها؟ فوقف مندهشاً وقال: (آه! كلا، لا حاجة بي إليها، ما أصنع بها؟ خذها أنت.) وأخذ يضحك ومد يده إليّ فصافحته بمودة، إذ لا ينبغي للطبيب والصيدلي أن يكونا عدوين
احتفظت بالكلبين، أما الفرس فقدمته إلى القسيس، وأفاد شوكه من العربة كوخاً لحديقته، وابتاع بالنقود خمسة أسهم في الخط الحديدي
هذا هو يا سادتي الحب العميق المحض الذي صادفته في حياتي
وصمت الطبيب
فأخرجت المركيزة من صدرها آهة حبيسة، وقالت والدموع تلألأ في عينيها: