للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

مرتبطة المعنى، تستقل كل مقطوعة منها في مناسبة تميز المقطوعة من غيرها، حتى في أقدم صور الشعر، قبل أن يفطن المصريون إلى ضرورة فصل الشطرات عن بعضها بنقط حمراء في كتابته للدلالة على الوقف.

وانك لتجد في القصيدة التالية ما يعطيك صورة حقيقية لأقدم أشكال الشعر المصري وهي منقولة عن الأصل الهيروغليفي: أنت تبحر في سفينك العطري الخشب

يملأه الرجال من المقدمة إلى السكان

فتصل إلى مضيفتك العامرة هذه

التي ابتنيتها لنفسك

يملأ فمك النبيذ والخمير

والخبز واللحم والفطير

وتذبح الثيران وتفتح الأدنان

وتنشد الأغاني كلها أمامك

يضمخك كبير معطريك بالدهون الزكية

ويحمل إليك الأكاليل سقاتك

ويقدم إليك الطيور ناظر فلاحيك

كما يقدم إليك السمك صيادك

القوافي

وليس التشطير والمقطوعات وحدها هي ما تدل على شعرية النظم المصري وتميزه من النثر، لكن القوافي أيضا تدل عليه وتميزه. ولو أنها من نوع غير الذي نعرفه في شعرنا الحاضر في أية لغة من اللغات. فقد كانت قوافي الشعر المصري قوافي استفتاح يستهل بها الشاعر أبيات قصيدته ويكررها في مستهل كل مقطوعة كما ترى في القصيدة التالية المنقولة عن الهيروغليفية والمعروفة بقصيدة (جدل المتعب من حياته مع روحه):

شوف كم هو بغيض اسمي

شوف أكثر من رائحة الدود

في أيام الحر حين تكون السماء ساخنة

<<  <  ج:
ص:  >  >>