إلى آخر القصيدة الطويلة التي تبدأ دائما؛ (شوف كم هو بغيض اسمي)، وأنا إذ أعرب اللفظ المصري القديم إلى اللفظ الحديث الدارج (شوف) إنما أريد أن أعطي القارئ فكرة صحيحة عن معنى اللفظ الأصلي الذي يراد به أكثر من الرؤية بالعين، ومقصود به أن يلفت نظر القارئ أو السامع في تعجب لمبلغ التشبيه من نفسه ووقعه فيها. مما تحمله كلمة (شوف) الدارجة التي نستعملها في حديثنا الآن عندما نريد لفت النظر والحس إلى التعجب من أمر نهتم له.
الأوزان الشعرية
من النقائص الكبيرة في دراستنا لِلُغَةْ المصريين القدماء عدم معرفتنا معرفة أكيدة لنطق ألفاظها كما كانوا ينطقونها. وكل ما استطعنا أن نصل إليه في هذا النطق الذي احتفظت به اللغة القبطية لألفاظها وهي تأخذها من المصرية فتكتبها بحروف إغريقية وتخضعها حتما لاختلافات كثيرة متباينة يرجع بعضها لاختلاف نطق اللهجات المصرية بين صعيدي وبحيري وفيومي وأخميمي، والبعض لاختلاف نطق حروف الكتابة الإغريقية عن المصرية، والآخر لتدخل كثير من الكلمات الأجنبية في المصرية، وأخيرا لاضطرار الأقباط إلى نحت كثير من الألفاظ الجديدة مما يتفق مع تطور العمران وازدياد مقتضيات الحياة واتساع أسبابها.
لهذا كله نعتمد في أوزان الشعر على ما لدينا من الشعر المصري المتأخر الذي كتب في عهد المسيحية وبقي لنا باللغة القبطية يعطينا صورة هي أقرب الصور إلى الأصل القديم من غيرها.
والثابت الآن من قواعد النحو والصرف في اللغة المصرية القديمة التي أصبحت راجحة