للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

التفسير في العصر الحاضر إن كل كلمة ذات معنى في اللغة اسما كانت أو فعلا أو صفة لم تكن تحتوي إلا على حرف متحرك واحد شديد الحركة، وإذن فكل شطرة من شطرات الشعر المصري تحتوي على وقفتين أو ثلاث أو أربع هي مواقع الحروف المتحركة الشديدة الحركة بينها وهدات متفاوتة الطول والقصر تكون الميزان الشعري للشطر، وتكون بهذا الوصف ميزانا شعريا مطلقا لم تصل بعد إلى ربط صنوفه وتبويبها.

واليك مقطوعة من الشعر المصري المتأخر بنصها القبطي مشار تحت مواضع الحركة الشديدة في شطراتها بخطوط قصيرة والى جانبها تعريبها ولم أجد خيراً منها مثلا لبيان أوزان الشعر المصري:

النص المصري (بالقبطية) التعريب

ارشان إرأومي بوك ابشمو رجل آخر يذهب للخارج

تفر اورومي شاف اكتوف ابف أييدور سنة ثم يعود إلى بيته

أ - أرخيليتس بوك اتانزيف لكن أرحيليتس ذهب للمدرسة

اس أوميشي انهوا بينآ وأبف هو فكم هي الأيام حتى انظر إلى وجهه

البديع

والشعر المصري يفيض بالبيان والبديع، وهو في كل أطواره وعهوده يدل على أن الشاعر المصري لم يكن يكتفي بالسطر الواحد في المقطوعة ليدل على معنى يريد أن يصوره في صورة بارزة جميلة فاكسب بتلك الفصاحة لغته ثوبا أنيقا رقيقا. صوّر دقة إحساسه بما كان يبديه من العبارات المتشابهة المعنى المختلفة الألفاظ البديعة الاختيار، التي يقتضي تخيرها نعومة في الذوق وعلو لا يتفق لكل الناس. فهو يقول حين يتحدث عن (تحوت)

(يستيقظ القاضي - يظهر تحوت)

والقاضي هو تحوت إله الحكمة ثم يقول عن الملك.

(وعندئذ تكلم أصحاب الملك وأجابوا أمام ربهم)

وربهم هو الملك لكن لكل من الجملتين معناها الخاص على رغم تشابه الغرض. ثم انظر كيف يصف واقعة في موضع آخر: (أولئك الذين يدخلون إلى هذا القبر. . . أولئك الذين يرون ما فيه)

<<  <  ج:
ص:  >  >>