الشر. وهي صانعة ماهرة أكثر منها فنانة مبدعة، وبالنسبة لتصوير عادات بلدها مثالة ذات ضمير حي، أما رسم العواطف الخارجية عن محيطها ففي سذاجة فطرية بسيطة)
ولم تشذ عن هذه القاعدة إلا في رواية واحدة هي الابابة فهي مصبوغة بعاطفة إنسانية عميقة، وقد كتبتها بعد زواجها ونزوحها عن جزيرتها إلى روما حيث كان أثر انعكاس الحياة الجديدة قوياً في نفسها
أما قصتها الرائعة (السيدة الصامتة ذات الشعر الفضي) ' فهي عبارة عن تاريخ حياتها وقد كتبته بأسلوب بسيط جذاب، فقصت نشأتها في قرية نورو بسردينيا وتفوقها في الآداب وهي لا تزال طالبة بالمدرسة الثانوية حتى ظفرت بجائزة قدرها خمسون ليرة كانت إحدى المجلات قد رصدتها لأحسن قصة تقدم إليها
وتحدثت عن زواجها وعن الفضائل الشائعة في بلدها وتعلقها بجبال سردينيا وتجارها وأشجارها، وهي في هذا تقول:(أهلها هم أهلي، أرضها ووديانها شطر من كياني، فلماذا أفتش عن موضوعات قصصية وراء الأفق، مادمنا نستطيع أن نفتح أعيننا على مآس وفواجع تقع في كل ساعة بين أيدينا؟ إنه لمن العار ألا نكون في جانب الصدق. ألا نرسم الحياة التي نعيش في داخل نطاقها، ولو كانت ضئيلة تافهة، أما التعبير عن الاحساسات الخارجة عن دائرة شعورنا الحقيقي فسقوط فني بشع، إنني أكتب لنفسي اليوم، وبحكم شعوري الخاص، أما توقع النجاح فأتركه للمستقبل)
وبالإجمال فأن ديلليدا تمكنت من أن تقدم للعالم صورا واضحة من حياة أهل الجزيرة الصخرية النائبة التي لم تصل الحضارة الأوربية إلى بعض أطرافها وأن تصف عاداتهم القديمة وأساليبهم في العيش حيث يؤمن الناس بمبدأ المساواة بين الجنسين وإعدام المرأة إذا ثبت عليها جريمة الزنا