يدي صورة! صورة الخالدة مينرفا! يحسب أنها تضع عنه وزره! تعال تعال! لنمزق لحمك الغض الطري، ولتغتذ بشبابك البض الفينان! ولنقذف بك في حميم الجحيم! إنك لن ترى هناك مظلوما. . . بل هم جميعاً مثلك. . . قتلة. . . آثمون. . . عتوا على أنفسهم وعلى الآلهة وعلى الناس! كل يلقى جزاءه ثمة! فلتسجل عليك هيدز كما سجلت عليهم!)
معاذ الحق يا ربات الذعر! لقد ثقفت الحكمة في معاهد الشفاء! وسترين أنني أدفع عن نفسي تلك التهمة الباطلة، لأن سلطاناً علويا يحل عقدة لساني! هاهي ذي يدي نقية بريئة طاهرة لا أثر للجريمة فيها! لقد اطهرت من الدم الذي ترين أن تأخذنني به، لأن أبوللو، تبارك وتقدس، قد صب عليها شؤبوب رحمته! أنا لم أكن يوماً مجرماً ولا قاتلاً يا ربات؟! ولقد عشت في قوم غرباء سنين عددا، فلمَ أكون مجرماً وقاتلاً اليوم!؟ لم لم أسيء إلى أحد قبل هذه المرة إن كنت آثماً شريراً مجبولاً على إيذاء الغير؟ ستمر الأيام، والزمن وحده زعيم بإظهار براءتي! وهأنذا أدعو مينرفا بفم نقي وشفتين طاهرتين، ولسان خير مُبرَّا أن تسمع إلى نجواي، وتستجيب لندائي، وتكون الفيصل الحق بيني وبينكم؛ فقد كنت، وكل مواطني، عبادها الأمناء. . . وهي لا بد مصيخة إلى صرختي. . . مهما تكن بعيدة الآن في بعض شأنها.)
- (لا يقرن في نفسك أبدا أن يحميك أبوللو، أو تدفع عنك مينرفا ما قدر عليك أن تلقاه جزاء على ما اجترحت وفاقاً!! ستذهب على وجهك على أرض كلها حسك، وفي سبيل موحشة إلا من الهموم والحسرات! خَرسْت! يا قاتل أمه! سنمزق لحمك الذي يتدفق فيه دم خطاياك، وسنأكلك حياً لتكون قرباناً للبطن الذي حملك، فبقرته جزاء له!! ويل لك. . . ويل لك! اصغ إذن لأنشودة موتك، قبل أن نبطش بك!)
- ٧ -
وتعزف موسيقى الجحيم!!
فاستمع لها فماً من الرعد، وبوقاً مفزعا من أبواق الدار الآخرة، ولساناً كله ذعر من ألسن هيدز!! لقد طفقت ربات العذاب يرقصن ويغنين، وينفخن في مزامير الموت، فأنكرن من أبوللو حمايته للمجرم الذي سفك دم أمه، ووقوفه في سبيلهن من بعد يمنعهن حقهن في تعذيب القاتل، وتشَكّين من زيوس الذي يمقتهن بغير الحق، مع ما خصتهن ربات القضاء