السموات معلنة انعقاد محكمة العدل، فلا ينبس أحد ممن بالمدينة الخالدة بكلمة، ليعوا شريعتي، ولينقشوها في صفحات صدورهم، ولتخلد ثمة إلى ما أشاء!)
(ويظهر أبوللو فجأة فتقول ربات الذعر:)
- (أيها الإله أبوللو! فيم أقبلت؟ ألتشارك في قضية ليس لك فيها شأن؟)
- (لقد أقبلت لأبرهن على براءة هذا الضارع البائس الذي لاذ بي، وصلى لي، وسألني معونتي لأضع عنه الوزر الذي تأخذنه به. . . وأقبلت كذلك لأدافع عن نفسي فيما يخصني من هذه القضية، لأني شريك في مقتل كليتمنسترا. . . . . . أيتها الربة العادلة مينرفا! خذي في سؤالنا بما يبدو لك. . . فأنا منصتون!!)
فتقول مينرفا: (إذن نبدأ القضية، ولقد سمعت حديث الاتهام من أفواه هؤلاء فكانت حجتهن دامغة وبرهانهن ساطعاً.)
فيشيع البشر في أوجه ربات الذعر وتخاطب رئيستهن أورست قائلة:
- ها قد سمعت. . . وسمعت من قبل كلماتنا القلائل حينما اتهمناك وأقمنا عليك البينة، فهلم فتحدث، ولتتحدث باختصار كما تحدثنا نحن من قبل، ولتجب عن هذا السؤال أولاً: أولم تذبح أمك يا أورست؟!)
- (أنا لا أنكر أنني ذبحتها يا ربات!)
- (قُضي الأمر! ها قد فرغنا من ثلث المعركة!)
- (تهْن ما شئتن؛ فأنكن لم تصرعنني بعد!)
- (ها!. . . بقي عليك أن تخبرنا كيف ذبحتها؟)
- (بأبيض ذي شفرتين! أرسلته فوق رقبتها، وخوّضت به في صدرها، فقطعت وتينها!)
- (وهل حرضك على هذه الجريمة أحد؟)
- (بأمر أبوللو كما يشهد هو بذاك!)
- (أمرك الإله، سيد الشمس، أن ترتكب جريمة قتل الأم؟)
- (أمرني بها، وأنا مؤمن بما فعلت، مطمئن إليه!)
- (ها. ها. سرعان ما تغير لهجتك حينما يسمُك القضاء العادل!)
- (سينتفض أبي في رمسه فيحل محلي! أنا لا أخشى شيئاً!!)