وأما الأثر الذي عناه الأستاذ عنان (الخطط والمزارات) فهو للعالم الجليل محمد بن أحمد الحنفي السخاوي وقد فرغ من تأليفه سنة ٩٥٦هـ وكان حياً سنة ٩٦٠هـ وقد عده ابن مخلوف في طبقات المالكية
أما الإمام السخاوي صاحب الضوء اللامع والمؤلفات العديدة التي عدها في ترجمته فقد توفي سنة ٩٠٢هـ
فإحقاقاً للحقيقة وصوناً لمعالم التاريخ نأمل أن يجزم رجال التاريخ أن الأثرين اللذين عناهما الأستاذ عنان ليسا للإمام السخاوي صاحب الضوء اللامع. . كما نتقدم بالرجاء إلى العالم المثقف محمد أسعد براده مدير دار الكتب أن يصحح ذلك في فهارس الدار
والسلام على من عمل الخير أو سعى إليه.
(جرجا)
محمود عساف أبو الشباب
الأدب الألماني في المنفى
لم تقتصر الثورة الاشتراكية الوطنية الألمانية على تحطيم النظم والأوضاع السياسية الألمانية الجمهورية والديموقراطية، ولكنها حطمت صرح الحياة الألمانية القديم كله، وشملت آثارها كل نواحي الحياة الاجتماعية والفكرية والثقافية؛ وكان من آثارها الظاهرة تدهور العلوم والفنون والآداب في ظل النظم الطاغية الجديدة؛ وكان قيام الحكومة الهتلرية محنة حقيقية للأدب الألماني؛ فغادر ألمانيا عدة كبيرة من أقطاب الكتاب والمفكرين، فراراً من يد المطاردة والاستعباد الفكري؛ وكان الكتاب والعلماء اليهود في مقدمة من هرعوا إلى المنفى، ولكن الأمر لم يقتصر على هؤلاء، فقد غادر الوطن القديم جمهرة من أكابر الكتاب الألمان (الآريين) لأنهم لم يطيقوا الحياة في ذلك الجو المضطرم بشهوة الانتقام السياسي، وكان في مقدمة هؤلاء عميد الأدب الألماني المعاصر توماس مان حامل إجازة نوبل، وأخوه هزيخ مان، ونشأ منذ ثلاثة أعوام، أي مذ قامت الحكومة الهتلرية في المنفى أدب مستقل يتمتع في الخارج بكامل حريته، وإن يكن يعاني صعاب المنفى ومتاعبه. ذلك لأن الحكومة الهتلرية لم تقتصر على مطاردة زعماء الأدب الألماني، بل عمدت أيضاً إلى