تتمتع بها جميع الدول الأخرى، وأن تحتل المكان اللائق بعظمتها؛ وهي لا تستطيع أن تحقق هذه الآمال المشروعة إذا لبثت مصفدة بأغلال معاهدة الصلح ونصوص ميثاق لوكارنو الذي يحرمها من السيادة على منطقة الرين، وهي نحو خمس ألمانيا
الميثاق الفرنسي السوفيتي
ويكرر الهير هتلر في خطابه أن السبب المباشر الذي يملي بهذا الموقف على ألمانيا هو عقد الميثاق الفرنسي السوفيتي؛ ذلك أن فرنسا تتعهد بمقتضى هذا الميثاق عند وقوع حرب بين روسيا وألمانيا بالتزامات عسكرية تنافي عهد عصبية الأمم وميثاق لوكارنو، وأنها تغدو عندئذ مضطرة إلى مهاجمة ألمانيا؛ وإذاً فعقد فرنسا لمثل هذا الميثاق مع دولة مسلحة من الرأس إلى القدم كروسيا موجه بلا ريب إلى ألمانيا، والى ألمانيا وحدها، وهي بذلك تخلق موقعاً جديداً يتنافى مع تعهدات ميثاق لوكارنو
وقد عقد الميثاق الفرنسي السوفيتي في الثاني من مايو الماضي بعد مفاوضات طويلة بين فرنسا وروسيا، واحتجت ألمانيا على عقده يومئذ لدى الدول الموقعة على ميثاق لوكارنو؛ ثم أبرم هذا الميثاق أخيراً وأصبح بذلك وثيقة نهائية لها خطرها في سير السلام الأوربي
ويتألف الميثاق المذكور من خمس مواد وبروتوكول تفسيري. وتنص المادة الأولى منه على وجوب التشاور السريع بين الدولتين تطبيقاً للمادة ١٠ من ميثاق العصبة إذا وقع على إحداهما اعتداء لا مبرر له (والمادة العاشرة من الميثاق هي الخاصة بمقاومة كل اعتداء على استقلال أي عضو من أعضائها) وتنص المادة الثانية على وجوب تقديم المساعدة السريعة للفريق المعتدي عليه طبقاً للمادة ١٥ فقرة ٧ من ميثاق العصبة إذا لم يتخذ مجلس العصبة في الأمر قراراً سريعاً. والمادة الثالثة تقرر التعهد بالمساعدة والمعاونة في حالة الاعتداء الذي لا مبرر له طبقاً لنص المادتين ١٧ و١٦ فقرة ٣ من ميثاق العصبة. وتنص المادة الرابعة على أن هذه التعهدات لا تمنع الطرفين بأي حال من القيام بالتعهدات التي يفرضها الميثاق. وتنص المادة الخامسة على مدة الميثاق، وعلى أن المعاونة المشار إليها فيه قاصرة على أوربا؛ ولا يطلب تنفيذ التعهد الخاص بالمعاونة إذا لم يكن الاعتداء واقعاً على أرض الطرفين المتعاقدين ذاتها. ويتضمن الميثاق أيضاً تحفظات خاصة باحترام المواثيق والعهود السابقة ولا سيما ميثاق لوكارنو، وينص أيضاً على إمكان عقد ميثاق