للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

محلي شرقي، وعلى أنه يتسنى لأي دولة يهمها أمر السلامة العامة أن تشترك فيه

هذه هي خلاصة الميثاق الفرنسي السوفيتي الذي اتخذت ألمانيا من عقده ثم إبرامه ذريعة لموقفها الأخير، وقد بدأت ألمانيا بالفعل على أثر عقد الميثاق بنحو ثلاثة أسابيع (في ٢٥ مايو سنة ١٩٣٥) بتقديم احتجاجها على عقده إلى فرنسا والى باقي الدول الموقعة على ميثاق لوكارنو

بيد أنه يلاحظ أن تذرع السياسة الألمانية بالميثاق الفرنسي السوفيتي ليس إلا وسيلة ظاهرة أو مباشرة لتبرير تصرفها في استعادة سيادتها على الرين؛ ويلوح لنا أن هذه الخطوة الجديدة التي اتخذتها ألمانيا الهتلرية لتحطيم البقية الباقية من الأغلال العسكرية التي فرضتها معاهدة الصلح إنما هي حلقة جديدة في برنامج مقرر ترى ألمانيا تنفيذه ضرورياً لاستعادة مركزها العسكري القديم، وهيبتها القديمة كدولة عظمى؛ وقد رأيناها تتخذ في العام الماضي من تقرير فرنسا إطالة الخدمة العسكرية ذريعة سريعة لإلغاء نصوص معاهدة الصلح الخاصة بتحديد تسليحات ألمانيا، وتقرير الخدمة العسكرية الإجبارية، وإبلاغ الجيش الألماني إلى ستمائة ألف؛ وليس إلغاء ألمانيا لنصوص معاهدة الصلح الخاصة بتحريم منطقة الرين ونصوص ميثاق لوكارنو إلا تتمة لهذه السياسة التي ترمي إلى تحرير ألمانيا تحريرأً شاملاً من كل الأغلال التي صفدت بها معاهدة فرساي سيادتها السياسية أو العسكرية؛ وقد رأينا أن ميثاق لوكارنو لم يكن إلا تأييداً لنصوص معاهدة الصلح الخاصة بمنطقة الرين

ماذا ترتب على موقف ألمانيا

ماذا ترتب على الخطوة الجريئة المزدوجة التي اتخذتها ألمانيا في السابع من مارس؟ إن دوائر السياسة العليا في أوربا كلها ما زالت تشغل منه ثلاثة أسابيع بما قد يفضي إليه تصرف ألمانيا من العواقب الخطيرة؛ وقد كانت الدول الموقعة على ميثاق لوكارنو وفي مقدمتها فرنسا أشد الدول اهتماماً بالموقف الجديد الذي خلقته ألمانيا بتصرفها؛ ففرنسا ترى أن ألمانيا قد انتهكت عهودها مرة أخرى وأن هذا الانتهاك الجديد خطر على سلامتها، وتؤيدها بلجيكا في رأيها واعتقادها

وقد رأينا أن ميثاق لوكارنو ينص على الإجراءات التي تتبع في حالة مخالفة نصوصه أو

<<  <  ج:
ص:  >  >>