مفاوضات عامة تجري على أسس مقترحات هتلر، وحل مسألة الرين، وعقد ميثاق جديد بالضمان المتبادل يحل مكان ميثاق لوكارنو. وإذا رفضت ألمانيا هذه التسوية فإن دول لوكارنو تعيد النظر في الموقف كله؛ وإلى كتابة هذه السطور لم تكن ألمانيا قد قالت كلمتها. على أنه يلاحظ أن الاتفاق التمهيدي مع ميله نحو الوفاق ينافي مبدأ المساواة الذي تصر ألمانيا على تطبيقه، ولهذا يرجح أن ترفضه ألمانيا أو أن تدخل عليه من التعديلات ما يحقق في نظرها مبدأ المساواة الحقة، وعلى أي حال فإنه لابد من مفاوضات ومراجعات طويلة أخرى قبل أن تحظى مسألة الرين بحل يستقر معه سلام أوربا مدى حين
وليس من ريب من أن ألمانيا قد قطعت بتصرفها الجريء خطوة حاسمة في سبيل استكمال سيادتها وهيبتها كدولة عظمى وفي أنها ستخرج ظافرة من هذا النضال السياسي، ذلك أن الدول الغربية، وأوربا كلها، ترتعد كلما لاح لها شبح الحرب؛ بيد أن تصرف ألمانيا في مسألة الرين سيغدو أيضاً نذيراً جديداً لفرنسا يحملها على مضاعفة حذرها واهبتها للمعركة القادمة الكبرى