للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

تاريخهم وتقاليدهم، فإذا انضموا إلى نظام سياسي واحد كوّنوا وطناً، وقد يتفرق أبناء الجنس الواحد بين أوطان متعددة، كل وطن له مقوماته الذاتية من لغة وتاريخ وتقاليد، وقد يتجمع القوم متحدين جنساً مختلفين ديناً، ولا يمنع اختلاف الدين من تكون الوطن، ومن هنا نرى أن رابطة الوطن لا تتفق تماماً مع رابطة الجنس والدم. فالرابطة الأولى فيها شيء من العوامل الصناعية تعززها وتقويها، والرابطة الثانية، رابطة الدم، تقوم على الطبيعة ذاتها، ولا تعارض بين رابطة الوطن ورابطة الجنس والدم، حتى لو ضم الوطن الواحد أجناساً مختلفة. إلا إذا أسيء فهم الوطنية، وأخذت لا على أنها صلة حب وتآلف بين هذه الأجناس، بل صلة كراهية ومقت لكل قومية أخرى

(يتبع)

عبد الرزاق السنهوري

<<  <  ج:
ص:  >  >>