للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

أورثت نقصا نفسيا يمكن تعليله علمياً، ولكن ليس هنا مكان إيضاحه. ولكن ذلك لا يحول دون القول بأن هذه الظاهرة من السهل علاجها بأن نعود أولادنا الاعتقاد بشرف المهنة التي تربي جسومهم، وعليها قامت مدينتهم منذ أقدم العصور، على أن نفهمهم أولاً أن لهم مدنية وماضيا جديرين بالاحترام

والمحصل أننا لن نخلص من نتائج البطالة إلا بالالتجاء إلى إقامة سياسة التعليم على قواعد جديدة أساسها الأول الرجوع إلى ثقافتنا التقليدية، فنخرج رجالا مستقلين بأنفسهم يعرفون كيف يرجعون إلى حضن أمهم الأولى (مصر) إذا أرادوا الحياة سعيدة هنية. ومن أجل أن نصل إلى هذه النتيجة ينبغي لنا أن ننتحي أسلوباً معيناً ينحصر في تنفيذ الآتي:

أولاً - جعل مدة التعليمين الابتدائي والثانوي عشر سنوات يمتزج فيها التعليم النظري بالتعليم العملي الزراعي، وأن يغرس في الطلاب روح الاعتقاد بشرف مهنة آبائهم التقليدية، وأن يقترن هذا التعليم بتلقين الصناعات الزراعية وبخاصة ما يتعلق بالزراعة العملية منها

ثانياً - درس تاريخ العرب والمصريين درساً تحليلياً وافياً

ثالثاً - درس مبادئ العلوم والآداب العامة، وهي الجهة التي تلقح بها عقولنا من الثقافة الحديثة

رابعاً - درس آداب العرب ومبادئ الدين العليا.

خامساً - درس عقائد المصريين القدماء وطرق معيشتهم وآثارهم وأعيادهم، وعلى الجملة كل ما يتعلق بحياة الجماعة في مصر القديمة

وهنالك بجانب هذا أشياء يجب أن يهيأ الناشئ بمعرفتها ولكنها جميعاً تفاريع عمل هذه الأصول فلا محل لذكرها

فإذا تخرج الطالب وله من العمر ثماني عشرة سنة أو عشرون أصبح على الحكومة له واجباً تؤديه، هو أن تمنحه قطعة من أرضها المملوكة لها يؤدي لها ثمناً قليلاً على أقساط طويلة، وأن تمده برأس مال إن احتاج إليه يسدد مع ثمن الأرض ليكون عونه على إعداد عدته لحياة العمل والكفاح

هذا طريق الخلاص، وهو وحده طريق القضاء على البطالة، وإخراج جيل جديد منشَّأٍ على

<<  <  ج:
ص:  >  >>