للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

القرن التاسع عشر. ومن أشهر سيداتنا الأديبات سلمى صائغ وحبوبة حداد وماري يني وجوليا طعمه. أما الصحافة التي يتجلى فيها النشاط الأدبي فقد كانت المجلات النسائية العديدة كالمرأة الجديدة والحياة الجديدة ومينرفا والخدر - وكان الاعتقاد السائد بين الأدباء أن المثل الأعلى في الأدب هو أدب القرن السابع عشر الفرنسي (وإن كانوا لم يطلعوا عليه)؛ والمتطرفون منهم كانوا يقتبسون من العصر الرومانتيكي - أما اليوم وقد نضج هذا الفوج من الأدباء الذين ذكرناهم ولا يرجى منهم أفضل مما أنتجوا، فقد هدمت حركتهم الأدبية وتوقفت مجلاتهم وأفسحوا المجال لغيرهم. فعندنا الآن فوج من الأدباء الشبان (لا يزالون زغب الحواصل فلم يطيروا بعد في الأجواء) كما قال أحد الكتاب، إلا أنهم أثروا على الأدب في لبنان. منهم عصبة العشرة التي بثت روحاً جديداً في الأدب ووجهت خطواته على غرار الأدب الغربي الحديث؛ ولكن حركتها ما عتمت أن سكنت ولما تؤد رسالتها على الوجه الأكمل الذي كانت ترجوه. وقامت أخيراً ندوة الاثني عشر تضم عددا من الشبان المثقفين ثقافة عالية يجتهدون للنهوض بالأدب في لبنان نهضة صحيحة من كل نواحيه؛ والأدب في لبنان يتجه نحو القصة لأنها تتحمل الدروس النفسانية ولأنها من أرقى صور الأدب؛ ومن أبرز الذين يعنون بالقصة خليل تقي الدين وتوفيق عواد ورئيف الخوري، وقد تطورت عقلية النشء الجديد من الأدباء على نحو الأدب الفرنسي الحديث حتى أن عندنا ما يدعونه الأدب العاري يبشر به فؤاد حبيش؛ وعندنا الأدب الشعبي ينشره توفيق عواد ورئيف الخوري؛ وهم يرون أن الأدب يجب أن يستمد مواده من كل مظاهر الحياة لا من خفايا النفس وعواطفها فقط

أما النقد الأدبي على الأساليب العلمية الحديثة فحامل لوائه في لبنان فؤاد البستاني الذي كان له الفضل الكبير في توجيه الشبان نحو الثقافة العربية بنشره سلسلة (الروائع)، وهو الآن يعد كتاباً عن عواصم الأدب يبحث في تأثير المحيط على الأدب. فلكي يفهمنا الأدب العباسي ويطلعنا عليه يصف لنا بيئته في بغداد؛ وفضل فؤاد البستاني الأكبر أنه دون سواه من الأدباء يشجع من يرى فيه سمات الأديب فيحثه على التأليف والنشر ويعضده بنفوذه الأدبي الكبير. وثمة نقادة آخر يمكننا أن نقارنه في كثير من النواحي بالأستاذ أحمد أمين، هو جبرائيل جبور الذي ينشر الآن كتاباً ضخماً عن عمر بن أبي ربيعة (دون جوان)

<<  <  ج:
ص:  >  >>