ثمن هذا التجرد شقاء نتحمله، وألوان من العذاب نتذوقها، وقطع من أكبادنا تمشي على الأرض إلى الأرض!
لا أستطيع أن أقول لك:(تعز يا أخي بالتجرد!) وهذا التجرد نفسه يحتاج إلى تعزية. ولا أن أقول:(انفض يديك من الصغير المفقود) فانه جر إلى التراب قطعة من كبدك معه. ولكن دع هذه القطعة فيها حركة وفيها حياة. . . تحيا تحت التراب كما تحيا فوقه. . . ومتى رأيت أن الحياة تعمل هناك كما تعمل هنا، وأبصرت أن الحياة التي تتمشى في جذور الأرض هي التي تتمشى في مطالع أزهارها. كان لك من هذا عزاء، لأنك تأمن على هذه القطعة التي سلخت منك. وفي الذكرى المتصلة حياة، وفي الرجاء المتصل الذي لا ينقطع ألف حياة.
خليل هنداوي
حول راثي الأندلس المجهول
يرجع الفضل في العودة إلى إثارة البحث عن صاحب القصيدة
التي نشرها، للمرة الأولى، الدكتور صوالح محمد بالجزائر
سنة ١٩١٩، إلى صديقي السيد عبد الرحمن حجي، مدرس
اللغة العربية بمدرسة أبناء الأعيان بسلا. واتخذ ميدانه
(الرسالة)(عدد ١٣١ - ٦١٣٦) وطلب من المشتغلين بالأدب
الأندلسي أن يعلنوا عن صاحبها إذا عرفوه، فلم يجيبه أحد
سوى السيد محمد عبد الله عنان الذي حاول في مقالة نشرتها
له (الرسالة) أيضاً عدد (١٣٣ - ٢٠١٣٦) تحقيق فترة الدهر
التي يرجع إليها قرض القصيدة تسهيلا في البحث عن صاحبها