وعصره. وقال السيد حجي إنه عرض القصيدة على المؤرخ
المغربي السيد محمد بن على الدكالي السلوي فذكر له أن
صاحبها كما يفهم من القصيدة من المرية، ولعله أبو جعفر بن
خاتمة، وقد تكون مذكورة في كتابه (مزية المرية) الذي في
دير الأسكوربال نسخة منه. وقال السيد حجي أيضا إن
الدكتور صوالح قال في كتابه إن هذه القصيدة من جملة
القصائد التي بعثها مسلمو الأندلس يستغيثون بها السلطان
العثماني بايزيد الثاني. ولم نعثر نحن على هذا القول في
الكتاب المذكور
أما نسبتها إلى أبي جعفر أحمد بن خاتمة فهو غلط تاريخي، فقد مات هذا في اليوم السابع من شهر شعبان سنة ٧٧٠ (فهرست أبي عبد الحضرامي السبتي، التي ألفها له الخطيب بن مرزوق (النفح، ج٣، ص٢٤٤، ط القاهرة)
وابن خاتمة من معاصري لسان الدين بن الخطيب المشهورين وله معه مكاتبات. وله أيضا في الوزير قصائد (النفح، ج٣، ص٤٣٣ ط القاهرة). ومن جهة أخرى، فقد ترجم الوزير في الإحاطة لابن خاتمة وعَدّه من أصدقائه (الإحاطة، ج١، ص١٧٤، ط القاهرة ١٣١٩)
فليست القصيدة إذاً لابن خاتمة الذي مات، على الأقل، منذ ٨٠ سنة قبل الفترة التاريخية التي قيلت فيها والمُستَنْتجَة منها، كما لا يمكن أن تجيء في كتابه (مزية المرية)
وجاء البيت ٧٧ من القصيدة هكذا:
ترى في الأسى أعلامَها وهي خُشَّع ... ومِنْبرها مُستَعِبرٌ وسَريرُها
سقطت (في) من صدره في الأصل وفي (الرسالة)، إلا أن ناشر الأصل نَبّه عن ذلك في آخر الكتاب في جدول التصحيح. ولعل صديقي حجي أغفل النظر إلى الجدول