(واشتقاقها من يونو بمعنى الفراش وايقيون بمعنى الحارس أي حارس فراش الزوجية
وقد أدخل هذه العادة هليو جابال إلى رومه في عهد الإمبراطورية أي في نهاية القرن الثالث وتفشت بعد ذلك في الدولة البيزنطية
وقد حتمت بعض العبادات الخصاء على اتباعها ليتفرغوا للتعبد كما كان يفعل كهنة الهياكل الوثنية السورية القديمة
وقد جاء ذكر الخصيان في إنجيل متي (١٢: ١٩): (لأنه يوجد خصيان ولودوا هكذا من بطون أمهاتهم، ويوجد خصيان خصاهم الناس، ويوجد خصيان خصوا أنفسهم لأجل ملكوت السموات. من استطاع أن يقبل فليقبل) وقد اعتمد بعض المسيحيين المتقدمين على هذه الآية وخصوا أنفسهم ليتحرروا من الوقوع في الخطيئة. وأول من فعل ذلك أوريجانوس الإسكندري المولود سنة ١٨٥ أو سنة ١٨٦ ميلادية، وقد أحسن أبوه تهذيبه فتلقى العلم على أكابر علماء المسيحية أمثال بانطينوس وكليمان في المدارس الكاتدرائية وهي مدارس دينية كانوا يتلقون فيها الفقه المسيحي والعلوم الإغريقية (على نحو الجامعة الأزهرية في الإسلام)؛ وقد خصى نفسه زهداً منه في الحياة الدنيا ورغبة في تلقين النساء العلم. وقد قضى ثمانية وعشرين عاماً بالإسكندرية رحل خلالها إلى رومه وإنطاكية وبلاد العرب خدمة للدين والعلم
وقد اقتدى الكثير من المسيحيين بأوريجانوس فظهرت في القرن الثالث المسيحي فرقة الفليسيين نسبة إلى فيلسيوس العربي رئيسهم الذي قال إن الخلاص لا يتم إلا بالخصاء؛ فكانوا يخصون أنفسهم ومن يقع في أيديهم تقرباً إلى الله تعالى. وقد ثبت المجمع النيقادي الذي عقده الإمبراطور قسطنطين الخصاء في قوانينه فاستمرت العادة بين بعض الطوائف المسيحية حتى حرمها البابا ليو الثالث عشر
ورغماً عن ذلك فقد استمر بعض الروسيين إلى أول الثورة الشيوعية على اتباعها، فقد كان منهم فرقة من الخصيان المتعبدين اسمها سكوبسي أي الخصيان
وكان من عادة الطليان أن يخصوا الأولاد قبل البلوغ ليحافظوا على نعومة أصواتهم وحدتها للغناء في الكنائس والمسارح إذ كانوا يمنعون النساء من مزاولة ذلك. فحرم هذه العادة البابا اكليمنس الرابع عشر ولكنه لم يتمكن من إبطالها حتى في رومه عقر داره