ولقد كان الحنين إلى الوطن يهز الشيخ هزا، فذهب إلى مصر، وخلع عليه سلطانها، ثم عاد منها إلى دمشق سنة ٧٥٤ (١٣٥٣م)
وفي ذي القعدة سنة ٧٥٥هـ (١٣٥٤) نال منه الضعف وأدركه المرض؛ ولما اشتد عليه استخلف على قضاء الشام ابنه تاج الدين، فتقلده. وكان في أثناء مرضه شديد اللهف على العودة إلى وطنه عظيم الحرص على أن يدركه فيها أجله؛ فسافر إلى مصر ولبث فيها أياماً يكابد العلة، حتى أدركته الوفاة ليلة الاثنين ٣ جمادى الآخرة سنة ٧٥٦ (١٠ سبتمبر سنة ١٣٥٤م) وخلف ميراثا جليلا ضخما مما صنفه في كثير من الفنون، وميراثا آخر أجل وأضخم في ابنيه العلامتين: بهاء الدين وتاج الدين. ولعل الله يوفقنا لدراسة حياتيهما، ورسم صورة لهما