للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

من قوته في النزع بالدلو وأمانته إذ أخرها وقال لها اسعي ورائي وانعتي لي الطريق؛ فقالت لأبيها (يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين)

نشط الشيخ لما أشارت به ابنته، وطلب إلى موسى أن يستأجره ثماني حجج على أن يزوجه من إحدى ابنتيه؛ فإذا رضى أن يتم الثماني عشرا كان ذلك على أن يكون بالخيار في قضاء أحد الأجلين

تقول التوراة إنه بقى عنده إلى أن كانت سنه ثمانين سنة؛ والقرآن الكريم ليس فيه تحديد قاطع في المدة التي أقامها

والمهم في الأمر أنه لما قضى الأجل وصار حرا صادفه أن أبعد في الرعي وضل الطريق في ليلة مظلمة باردة؛ وحاول أن يقدح نارا فصلد زنده ولم يور نارا؛ وبعد لأي (آنس من جانب الطور نارا فقال لأهله امكثوا إني آنست نارا لعلي آتيكم منها بخبر أو أجد على النار هدى). فلما جاء إلى النار نودي (يا موسى إني أنا ربك فاخلع نعليك انك بالوادي المقدس طوى؛ وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى أنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري) وبعد حوار أرسله الله نذيرا إلى فرعون وملئه لإخراج بني إسرائيل؛ فكان ما كان مما قصه القرآن من شأنه مع فرعون وشأنه مع بني إسرائيل؛ فكانت هجرته خيرا وبركة عليه وعلى بني إسرائيل؛ كما أجاب فرعون بقوله (ففررت منكم لما خفتكم فوهب لي ربي حكما وجعلني من المرسلين)

هجرة داود عليه السلام

هو داود بني يسي من سبط يهوذا. كان له اخوة يحاربون الفلسطينيين مع طالوت الذي هو شاول أول ملك من ملوك بني إسرائيل. وكان في الفلسطينيين جندي جبار اسمه جالوت قد هابته الأبطال وتحامت الشجعان لقاءه خوف الهلاك

وكان لداود اخوة في الحرب؛ فأرسله أبوه بطعام لاخوته ولينظر حالهم ويعود إلى أبيه بما يطمئنه عليهم. فبينا هو سائر إلى اخوته نظر في البرية إلى أحجار ملس راقته فوضعها في كنفه (الكنف كيس الراعي) ولما ذهب إلى اخوته والحرب على قدم وساق نظر إلى الفلسطيني وهو يعير بني إسرائيل إحجامهم عنه، فاستشاط الفتى داود غضبا وسأل ما الذي يناله من قتل هذا الأغلف الفلسطيني. فأجيب بأن الملك يغنيه ويغدق عليه ويزوجه ابنته

<<  <  ج:
ص:  >  >>