ويجعل بيته أكبر بيت في إسرائيل. فذهب إلى الملك واستأذنه في لقاء جالوت فضن به الملك أن يقتل في غير فائدة وهو صغير السن لا يقوى عليه. فقال له داود: إن عبدك (يعني نفسه) قتل أسدا تعرض لغنم أبي وقتل دبا أيضا. فأذن له وأعطاه لأمة حربه فلم يحسن داود المشي فيها فخلعها وذهب إلى جالوت بمقلاعه وأحجاره. وقد هزأ منه جالوت ونصحه أن يعود من حيث أتى فلم يفعل، ووقف قبالته ووضع حجرا من تلك الأحجار في المقلاع رماه به فارتز الحجر في جبهة جالوت وخر لليدين وللفم، فأخذ داود سيف جالوت وفصل رأسه به وجاء به إلى الملك وانهزم الفلسطينيون شر هزيمة
ولكن طالوت ضن على داود بابنته التي وعد أن يزوجها من قاتل جالوت وزوجه من ابنة له أخرى وقدمه على رؤساء جنده
تغير بعد ذلك طالوت لداود وعمل على إهلاكه بيد الأعداء خوفا من أن يوليه بنو إسرائيل الملك، فكان يكلفه بالقدوم إلى الحرب وكان داود يظفر دائما. فعمد إلى إهلاكه بنفسه، ونجا داود منه مرات وهو يتبعه في كل مكان، وتمكن داود من قتل الملك مرات ولكنه لم يفعل ويخبره بتمكنه من قتله وأنه أبقى عليه، فيندم الملك ثم يعادوه خوفه على الملك فيطارده إلى أن خرج داود من ملك إسرائيل وأقام مع الفلسطينيين برضاء ملكهم إلى أن قتل طالوت وابنه. فجاء إلى قرية أربع وهي مدينة الخليل وبويع فيها بالملك. وكان لطالوت ولد بويع بالملك أيضاً إلى أن قتل ابن طالوت الملك وانفرد داود بالملك واشترى قلعة صهيون التي عند باب الخليل وسماها مدينة داود، ثم اشترى جبل الموريا الذي عليه الحرم القدسي ومدينة أورشليم القديمة المعلومة اليوم بأسوارها وحدودها
وفي أواخر أيام داود نزا على الملك ولده ابشالوم وبايعه العدد العظيم من بني إسرائيل. ورحل داود إلى شرق الأردن وجلس ابشالوم على كرسي الملك وحارب أباه فقتل أبشالوم وعاد داود إلى مقر ملكه. فهاتان هجرتان لداود وكانت العاقبة له على خصومه فيهما
هجرة المسيح عليه السلام
أما المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام فله هجرة ليست كهجرة سائر الأنبياء الذين هاجروا من بلادهم
ذلك أنه لما ولد كان هناك مملك من قبل الرومان أخبر أن ملك اليهود ولد في بيت لحم،