- أأصبحت أسطيع الخروج إلى. . .
(يدخل نفر من القوم، ويصيحون بها قائلين)
- أخرجي، فأنا عفونا عنك
- شكراً لكم شكرا!
(تخرج من الأسر وهي تقول في نفسها)
- أيا رب حمدا لا انتهاء لحده ... ويا رب شكرا لا أطيق له حصرا
(تذهب في طريقها سائرة وحدها إلى المدينة)
- ٣ -
(تمر في طريقها على بني عبد الأسد، فيراها القوم فيسألونها عن خبرها فتخبرهم بما وقع لها من الخلاص من الأسر، وأنها ذاهبة إلى زوجها فيواسونها ويرددون عليها سلمة، فتأخذه وتذهب في طريقها مسرورة تضمه وتقبله وتقول له:)
- حبيبي أحقا عدت لي اليوم بعدما ... فقدتك عاما ما عرفت به البشرا
أسائل عنك الريح عند هبوبها ... وأستنطق الأفلاك والسحب والبدرا
وكم كنت أخشى أن تمد يد الردى ... إليك شباكا تقنص الليث والنسرا
فسل مقلتي هل داعب النوم جفنها ... وسل قلبي الولهان هل نسى الذكرا
أحقا تراك العين يا من سلبتها ... لذيذ الكرى، أم ذاك وهم بها قرا
لحا الله من أقصاك عني، أنه ... - ولم يدر - أقصى عني الأمل النضرا
لقد خلعوا يمناك شلت يمينهم ... فيا ليتها اليمنى بجسمي واليسرى
ويا ليت ما قاسيت من ألم سرى ... إلي وحملت الأسى عنك والبهرا
قضى الله أن نشقي فكان الذي قضى ... فهل كتب الله السعادة واليسرا؟
(تتابع سيرها دون أن ترى أحداً في طرقها، ثم تصل إلى التنعيم، فتلمح عن بعد رجلا قادماً نحوها، لا تكاد تقرب منه حتى تنظر إليه فتعرفه وإذا هو عثمان بن طلحة أخو بني عبد الدار)
عثمان - إلى أين؟
- قصدي أرض يثرب