إلى الكيس الثالث ويسمى بذي اللفائف (د) ذلك لأن حائطه به ثنيات مستطيلة تشبه أوراق الكتاب وهو مفتوح، ومن ذي اللفائف يخرج الطعام إلى الكيس الرابع واسمه الانفحة (هـ) وفيها يحدث الهضم الحق على وجهه المألوف في الحيوانات الأخرى؛ ففي الانفحة تنفرز العصارات الهضمية، وهي التي تستخدم في تجبين اللبن على ما هو معروف
فإنك تجد في تركيب معدة المجترّات، ومنها الجمل، إن صانعها خلقها وفقاً لحاجاتها وملاءمة لطور معيشتها، فالكرش الكبير الذي يملأ جانباً عظيماً من البطن يقذف إليه الحيوان بالطعام الأخضر الذي يقتطفه من الشجر قذفاً، أما على عجل لأنه يخشى أن ينزل عليه عدو من أعدائه المفترسة، أو اختزاناً له كي يعود إليه عند حاجته للطعام. فإذا هو ذهب إلى أمنه، أو جاءته شهية الطعام عمد إلى هذا المخزون فأكله من جديد. والأكل أوله المضغ
أما الماء فإنك واجد في معدة الجمل خلايا عديدة كالجيوب، واقعة في جدرانه، بها الماء، وعليها أغطية من العضل تنسد وتنفتح عند الحاجة
وتنتهي قوائم الجمل: رجلاه ويداه، بإصبعين ككل المجترات، كالعنز والأبقار والوعل والغزلان. إلا أن هذه الأصابع تنتهي في هذه بأظلاف تساعدها الآن أو ساعدت آباءها بالأمس على تسلق الصخور والجبال. أما في الجمل فينتهي الإصبعان بوسادة بها رخاوة وبها طرواة هي خير الأحذية للسير السريع الهين فوق الرمال لاسيما الوعثاء منها. والفيل إذا مشى في الرمل فقد حيلته فيه، والحصان لا يلبث أن تُنهك قواه. كذلك الحال ربيب المدينة إذا هو خرج بحذاء ذي كعب عال (أو الأولى ربيبتها). والسيارات تغوص في الرمال، ثم تدور عجلاتها وتدور فلا تزيد فيها إلا غوصاً. إلا إذا هي شابهت الجمال فاحتذت أخفافاً، وتلك بالونات جديدة صنعت حديثاً قطرها تسع بوصات وضغط هوائها تسعة أهواء فهي عريضة رخوة. وقطر البالونات العادية نصف هذا القطر، وضغطها ضعف هذا الضغط أو ثلاثة أمثاله
والجمل يحمل غذاءه فوق ظهره، حملته الطبيعة إياه، واختزنته تحت جلده حيث لا يصل إليه سواه: هذا سنامه، وهو كتلة كبيرة من الدهن تجيء بمجيء المطر والعشب وتذهب بذهابهما، وهي تزيد ويمتلئ بها ظهره وتتخذ شكلاً أقرب ما يكون إلى الهرم الرباعي،