وفي زمنه تخربت ساعات المسجد الأموي فأصلحها أحسن تصليح: من مؤلفاته. رسالة في معرفة رسم التقويم، مقالة في رؤية الهلال، اختصار كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصبهاني، عشرة أجزاء وقفها في المسجد الأموي بدمشق وجعلها في مشهد عرِوة، كتاب الحروب السياسية، كتاب في الأدوية المفردة مرتبة على حروف الهجاء، توفي بدمشق سنة ٥٩٩
ابن الشاطر - هو أبو الحسن علاء الدين، علي بن إبراهيم ابن حسان الأنصاري الدمشقي، نشأ يتيما فتعلم صنعة تطعيم العاج من زوج خالته، ثم تعلم العلوم الرياضية والفلكية، فلقب بالمطعم وبالفلكي
رحل إلى مصر والإسكندرية ليأخذ العلوم الرياضية عن أربابها وكان صاحب ثروة. ويقول ابن العماد أن داره من أحسن الدور وضعاً وعزابة. ويقول الصلاح الصفدي:(دخلت منزله في شهر رمضان سنة ٧٤٣ لرؤية الإسطرلاب الذي أبدع وضعه فوجدته قد وضعه في قائم حائط في منزله داخل باب الفراديس بدرب الطيار، ورأيت هذا الإسطرلاب فأنشأ لي طرباً، وجدد لي في المعارف رأياً، وقلت أن من تقدمه من الأفاضل عند جبل علمه الراسخ هباء. . . (إلى أن قال: (وصورة هذا الإسطرلاب المذكور قنطرة نصف أو ثلث ذراع تقريباً يدور أبداً على الدوام في اليوم والليلية من غير ماء وعلى حركات الفلك، لكنه قد رتبها على أوضاع مخصوصة تعلم منها الساعات المستوية والساعات الرملية الزمانية.)
ومما ذكره الصفدي وسماه إسطرلاباً يعلم أن ابن الشاطر أول مخترع لساعات الجدران وأن ما سماه إسطرلاباً ليس بالإسطرلاب المشهور، لأن اختراع الإسطرلاب المعروف قديم جداً، وإنما هو اختراع جديد من وضع ابن الشاطر
ومن أعمال ابن الشاطر البسيط الذي وضعه في منارة العروس إحدى منارات المسجد الأموي؛ وقد زينت دمشق يوم وضعه وبقي فيها إلى سنة ١٢٩٣ فاختل وضعه من مرور السنين عليه ومال أحد جوانبه، ولما أريد إصلاحه انكسر فصنع بدلا منه العلامة المرحوم الشيخ محمد الطنطاوي، جدّ بني الطنطاوي بدمشق، وجعل حسابه على الأفق الحقيقي، وزاد فيه قوس الباقي للفجر، فجاء في غاية الضبط والإتقان، جزاه الله خير الجزاء. وقد قال الشيخ عبد المجيد الخاني من قصيدة مؤرخاً له:
ما قال أهل الشام في تاريخه ... تم البسيط بنفحة القدوس