جاء في مجلة - الزهراء - السنة الثالثة - ص ٢٥٤ ما نصه (من مخطوطات الخزانة التيمورية بالقاهرة جزء قديم (في كتب التاريخ رقم ١٣٨٣) من كتاب مجهول الاسم والمؤلف. رتبه مؤلفه على السنين. وما في هذا الجزء من سنة ٦٢٦ إلى ٧٠٠ وقد جاء في حوادث سنة ٦٣٣ منه وصف للساعة التي وضعها أمير المؤمنين المستنصر في مدرسة الطب والمستشفى التابعين لمدرسته العظمى المعروفة باسم (المستنصرية) وقد أدخل العلامة أحمد تيمور باشا وصف هذه الساعة في كتابه (التصوير عند العرب) الذي لم يطبع بعد. فآثرنا التعجيل بنقل ذلك إلى قراء الزهراء:
(وفيها - أي في سنة ٦٣٣هـ - تكامل بناء الإيوان الذي أنشئ مقابل (المدرسة المستنصرية) وعُمل تحته صّفة يجلس فيها الطبيب، وعنده جماعته الذين يشتغلون عليه بعلم الطب ويقصده المرضى فيداويهم
وبني في حائط هذه الصفة دائرة. وصورت فيها صورة الفَلك، وجعلت فيها طاقات لطاف لها أبواب لطيفة: وفي الدائرة بازان من ذهب، في طاسين من ذهب. ووراءهما بندقتان من شبَهٍ لا يدركهما الناظر
فعند مضي كل ساعة ينفتح فما البازين، وتقع منهما البندقيتان وكلما سقطت بندقة انفتح باب من أبواب تلك الطاقات، والباب مذهب فيصير حينئذ مفضضاً. وإذا وقعت البندقتان في الطاسين تذهبان إلى موضعهما. ثم تطلع أقمار من ذهب في سماء لازوردية في ذلك الفلك مع طلوع الشمس الحقيقة، وتدور مع دورانها وتغيب مع غيبوبتها، فإذا جاء الليل فهناك أقمار طالعة من ضوء خلفها، كلما تكاملت ساعة تكامل ذلك الضوء في دائرة القمر، ثم تبتدئ في الدائرة الأخرى إلى انقضاء الليل الشمس، فتعلم بذلك أوقات الصلوات)
ثم أورد صاحب هذا التاريخ المخطوط أبياتاً لشاعر من شعراء ذلك العصر الذهبي يذكر بها هذه الساعة:
(يا أيها المنصور يا ملكاً ... برأيه صعب الليالي يهون