للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

إيوان حسن وضعه مدهش ... يحار في منظره الناظرون

صور فيه فلك دائر ... والشمس تجري ما لها من سكون

دائرة من لازورد حكت ... نقطة تبر فيه سرّ مصون

فتلك في الشكل وهذي معاً ... كمثل هاء ركبت وسط نون)

وجاء في حوادث سنة ٦٠٣ من هذا المخطوط أن نور الدين علي بن ثعلب الساعاتي توفي في تلك السنة، وكان يتولى تدبير الساعات التي تجاه المستنصرية، وأن مولده كان سنة ٦٠١ هـ

٥ - ساعة المدرسة القمرية بدمشق

نسبة لمنشئها الأمير سيف الدين علي بن يوسف القمري، أنشأها في نصف القرن السابع الهجري، ثم نسبت المحلة التي فيها المدرسة للمدرسة، فقيل حي القمرية، والقمري نسبة لقيمر قلعة بين الموصل وخلاط. وكان سيف الدين القيمري أميرا كبيرا وشجاعاً باسلا، وهو الذي أسر (لويس التاسع) إمبراطور فرنسا سنة ٦٤٨ بين المنصورة ودمياط. وله في دمشق أعمال خيرية، فقد بنى فيها مارستاناً ومسجدا ومدرسة تسمى القيمرية الكبرى، وتعرف الآن بمدرسة القطاط، وكان على باب هذه المدرسة ساعة مهمة بلغت مصاريفها كما يقول العلموي أكثر من أربعين ألف درهم. وهذه الساعة وإن لم نطلع على وصف لها، فإنا نستفيد من نص العلموي مقدار المصروف عليها

٦ - ساعة باب جامع دمشق الشرقي

يعرف هذا الباب بباب جيرون، وقد شاهدها ابن جبير الرحالة المشهور فوصفها بقوله: (وعن يمين الخارج من باب جيرون في جدار البلاط الذي أمامه غرفة ولها هيئة طاق كبير مستدير فيه طيقان صُفر قد فتحت أبواباً صغاراً على عدد ساعات النهار، ودبرت تدبيراً هندسياً، فعند انقضاء ساعة من النهار تسقط صنجتان من صِفر من فمي بازين مصورين من صفر (نحاس) قائمين على طاستين من صفر تحت كل واحد منهما. أحدهما تحت أول باب من تلك الأبوار، والثاني تحت آخرها، والطاستان مثقوبتان فعند وقوع البندقتين فيهما تعودان داخل الجدار إلى الغرفة وتبصر البازين يمدان أعناقهما بالبندقتين

<<  <  ج:
ص:  >  >>