للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

إلى الطاستين ويقذفانها بسرعة بتدبير عجيب تتخيله الأوهام سحراً، وعند وقوع البندقتين في الطاستين يسمع لهما دويّ وينغلق باب تلك الساعة لحين بلوح من الصفر، ولا يزال كذلك عند انقضاء ساعة من النهار حتى تنغلق الأبواب كلها وتنقضي الساعات ثم تعود إلى حالها الأول

ولها بالليل تدبير آخر، وذلك أن في القوس المنعطف على تلك الطبقات المذكورة اثنتي عشرة دائرة من النحاس مخرمة وتعترض في كل دائرة زجاجة من داخل الجدار في الغرفة مدبر ذلك كله خلف الطبقات المذكورة، وخلف الزجاجة مصباح يدور به الماء على ترتيب مقدار الساعة، فإذا انقضت عم الزجاجة ضوء المصباح وفاض على الدائرة أمامها شعاعها فلاحت للأبصار دائرة محمرة، ثم انتقل ذلك إلى الأخرى حتى تنقضي ساعات الليل وتحمر الدوائر كلها، وقد وكل بها في الغرفة متفقد لحالها درب بشأنها وانتقالها بعيد فتح الأبواب وصرف الصنج إلى موضعها)

وهناك ساعة ثانية على باب جامع دمشق القبلي ويعرف هذا الباب بباب الزيارة، ويقول النعيمي إن مكانها في العنبرانية - المشهورة في عصرنا بالعمرانية، ويقول ابن كنان إنها من عمل أبي الفضل الحارثي الدمشقي المهندس، وقد تقدمت ترجمته - وصفة هذه الساعة هي: بيكار (لعله بنكام) عليها عصافير من نحاس، وحية من نحاس، وغراب من نحاس.

فإذا تمت الساعة خرجت الحية، وصفرت العصافير، وصاح الغراب، وسقطت حصاة في الطست

٧ - ساعة ابن الشاطر

تقدم ذكرها في ترجمته، ويمكن القول بأن ساعة ابن الشاطر آخر طراز وصلت إليه الساعة العربية، وقد أخذ الغربيون هذا الطراز عنها في ساعات الجدران، وقد اطلعت على ساعة قديمة أوروبية ترجع في تاريخ صنعها إلى ما قبل ثمانين سنة، إذا مضت ساعة من الوقت يخرج عصفور من باب في أعلاها ويصيح

دمشق

أحمد دهمان

<<  <  ج:
ص:  >  >>