فالفاشية تقوم إذن على تقديس السلطة، وعبادة الدولة، أي الهيئة الحاكمة وشعارها في الحكم: العمل الإيجابي. فهي لا تقنع للدولة بموقف سلبي، يقر الأمور دون أن يسيرها، بل يجب على الهيئة الحاكمة أن تدفع الأمور دفعاً إيجابياً عنيفاً، في غير رفق ولا هوادة. وهنا تظهر نزعة الشباب والفتوة التي تميز الحركة الفاشية، فقد كان أكثر القائمين بها شباناً عندهم طموح وهمة، وفيهم اندفاع وتوثب
والفناء في الدولة والوطن هو الظاهرة البارزة في الفاشية. ولهذا الفناء مظهران: مظهر سياسي يتمثل وطنية، ومظهر اقتصادي يتمثل تعاوناً. أما الوطنية فترتكز في تربية الفرد تربية فاشية، أي تربية وطنية؛ وتغرس في الطفل حب الوطن، حتى ينشأ على ذلك، موفقاً ما بين الحرية والنظام، فهو حر ليستكمل شخصيته، وهو خاضع لنظام يكفل التضامن. أما التعاون فيقوم على تنظيم اقتصادي دقيق، أساسه النقابات، فالنقابات في إيطاليا الفاشية منتشرة انتشاراً واسع النطاق، وسنعود إلى ذلك بعد قليل