للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

جمهورية البندقية المسماة بالرصاص) ' وفي سنة ١٧٩٠ نشر رسالتين في مسائل رياضية؛ وفي سنة ١٨٩٧ نشر رسالة فلسفية أخلاقية. عنوانها (خطاب إلى ليونار سنتلاج) هذا إلى رسائل أخرى مازالت مخطوطة محفوظة إلى يومنا في مكتبة (دوكس) الشهيرة

بيد أن أعظم أثر شغل فراغ كازانوفا، وخلد اسمه فيما بعد، هو مذكراته الشهيرة التي بدأ كتابتها منذ سنة ١٧٩١، والتي نرجئ الكلام عليها إلى الفصل القادم

وكان مما يعتز به أيضاص ويؤنس أعوامه الأخيرة اشتغاله بمكاتبة بعض العظماء الذين عرفهم مثل الكونت دي لانبرج، والأمير دي ليني، والأميرة كلاري، والأمير بيلوزولسكي سفير روسيا في درسدن، والكونت كينج، والأميرة لوبكوفتز، والأب ديلالينا، وغيرهم؛ وكذلك بعض صديقاته الذين عرفهم في أواخر حياته مثل فرنشيسكا بوشيني آخر صاحباته في البندقية، وسليا روجندورف، واليزافون در ريكي وغيرهن؛ وكان يزمور مكتبة (دوكس) كثير من العظماء والكبراء من كل فج، فيسر بلقائهم ومحادثتهم؛ وكان كازانوفا يثير بذكائه ووفرة عرفانه حوله كثيراً من الإعجاب والعطف؛ وقد أعجب به كثير من كبراء عصره، وقدروا مواهبه وتنوع معارفه وطرافة تفكيره، وبثوه إعجابهم وتقديرهم شفاها وكتابة؛ وكان ذلك يغمره سعادة وغبطة ورضى

بل لقد كان كازانوفا في تلك الأعوام الأخيرة الهادئة من حياته الحافلة، يتصور حول نفسه أفقاً من العظمة والشهرة؛ وكان أيام تجواله قد زار الفيلسوف الأكبر فولتير في قصره ومستقره المنعزل في فرني، وأعجب بحياته الهادئة وشيخوخته الجليلة، فكان يتصور نفسه في أيامه الأخيرة، في نفس الأفق والظروف التي شهج فيها فولتير، فتغريه تلك المقارنة الخلابة، وتثير في نفسه الهائمة طائفة من الأحلام اللذيذة الرائعة

وفي أوائل سنة ١٧٩٨ مرض كازانوفا وتفاقم مرضه بسرعة وشعر باقتراب أجله؛ فتوالت عليه زيارات الأصدقاء والمحبين يغمرونه بعطفهم وعنايتهم ويرسلون إليه الأطباء والهدايا؛ وفي الرابع من يونية قضى نحبه واختتم حياته العجيبة في جو من العطف الذي طالما حرم منه أيام حياته؛ ودفن على الأغلب في مقبرة قصر (دوكس)؛ بيد أن قبره لبث مجهولاً لم يكشف عنه البحث

<<  <  ج:
ص:  >  >>