للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الليل كله، وبمفردك؟! أقلعي عن عنادك وتفهمي قولي. هاتى يدك.

مليزاند - لا تلمسني.

جولو - لن ألمسك فلا تصيحي. سيكون الليل حالك السواد شديد البرد. تعالي معي

مليزاند - إلى أين أنت ذاهب؟

جولو - لا أدري. . . إني ضال مثلك (يخرجان).

المنظر الثاني:

(ردهة في القصر. إركل وجنفييف جالسان يتحدثان)

جنفييف - سأتلو عليك ما كتبه الى أخيه بلباس: (وجدتها ذات يوم عند الغبشتسكب الدمع الغزير على حافة ينبوعفي الغابة، إني اجهل عمرها وأصلها ولا أعرف لها وطنا. ولا أجرؤ على سؤالهالأنها نابية الطبع يستقر في نفسها الذعر الشديد، ويقيني أنها عانت أمرا أدخل على نفسها الاضطراب والهلع. وإذا سئلت عما حدث لها، استخرطت في البكاء دفعة واحدة وملأت الجو بالتنهدات العميقة التي تفرض على السائل الصمت والخشوع. وقد مضى على زواجي منها ستة أشهر، ولا أعرف اليوم من أمرها أكثر مما عرفت في ساعة اللقاء الأولى. ولكنى آمل أن أصل إلى ما أريد بعد وقت وجيز، وليس هذا ما يهمني يا بلياس، يا من أعزه أكثر من شقيق ولو أننا لسنا من صلب واحد، وإنما الذي يشغل بالي ويقض مضجعي هو أمر العودة الى أحضانكم والعيش بينكم كما كنت قبل الزواج. ولذلك أكتب إليك ضارعا أن تعبد لي الطريق. أعلم علم اليقين أن أمي تعفو عني فرحة مستبشرة. ولكنى أخاف إركل على الرغم من طيبة قلبه وسراوة خلقه، لا. . هدمت بهذا الزواج صروح أمله وخيبت فجأة كل خططه السياسية. وأخوف ما أخافه ألا يشفع لي الى حكمته جمال مليزاند وسحرها الحي، فإذا قبل بعد سعيك الجميل أن يستقبلها في بيته كما يستقبل ابنته، فأشعل مصباحا بعد أيام ثلاثة وضعه في أعلى البرج المطل على البحر، حتى أستطيع رؤيته من السفينة التي أقيم فيها مع زوجي. وإن رفض رجاءك فإني ذاهب الى نية بعيدة ولن تروني). كيف ترى؟

إركل - وماذا أقول؟ إن ما حدث يبدو غريبا لأننا لا نرى دائما إلا عكس ما يهيئه القدر. . . كان في كل حين يتبع نصحي، وقد اعتقدت أن زواجه من الأميرة (إرسول) يهيئ له

<<  <  ج:
ص:  >  >>