ولبث دانوس يحرق الأرم ويلحظ السرج. . . ولكنها باقية كما هي. . . لا تنطفئ. . .
وانبلج الفجر. . . ثم تنفس الصبح. . . وأشرقت ذكاء. . . وهب لنسيوس من نومه فما راعه إلا فتاته الجميلة واقفة إلى جانبه ضعيفة واهية. . . تبكي. . . وبيدها السكين المشحوذ يتلمط. . . ويتلمظ. . .!
- (ماذا؟ هيبر منسترا؟! ما بك واقفة هكذا يا حبيبتي؟!)
- (لا شيء. . . أنا أحرسك. . . فقط أحرسك!. . .)
- (تحرسينني؟. . . يا للهول! ومم يا ابنة العم؟. . .)
- (من. . . لنسيوس!! من أبي يا أعز الناس عليّ!. . .)
- (ماذا؟ تحرسينني من أبيك؟ من عمي؟. . .)
- (أجل. . . أحرسك من الغادر الذي قتل اخوتك!. . . انهض يا لنْسيوس! خذ عليه طريقه. . . أحسبه قد قتل أباك أيضاً. . . البدار البدار!. . . . . . ويلاه. . . وي. . .)
وسقطت الفتاة لا تعي. . .
- ١٣ -
وانطلق لنسيوس كالمجنون في غرفات القصر المشيد. . . ونفذ إلى مخادع أخوته. . . فلم ترد عليه جثثهم. . . صرعى فوق ديباج العرس. . . مضرجة بدم الشباب الحار. . . البارد كزمهرير الموت!. . .
وصعد الدم إلى رأسه، فهرول إلى غرفة أبيه؛ فما راعه إلا أن رآه قد لقي حتفه كما لقي أخوته حتوفهم. . . وما راعه إلا أن رأى دانوس الجبار يحملق في الكوة. . . التي ما فتئت أضواؤها تنبعث منها، برغم الفيض الذي ترسله الشمس، مركب رع. . . في العالمين. . .
وانقض عليه وذبحه
وجلس فوق أريكة يبكي. . .
وهكذا قتل دانوس أحد أزواج بناته، وصدقت الرؤيا. . . لأن الآلهة لا تكذب!!